حاول الحاكم العربي أن يفرض على المثقّف الطاعة مقابل امتيازات يقدّمها له، وفي حال رفضه الولاء واستمراره بالإخلاص لقناعاته العقائدية أو السياسية، كان يتلقّى عقوبات يصل بعضها إلى الإعدام وتقطيع الأوصال. ولجأ الحاكم عموماً لاتهام المثقّف المخالف بالزندقة أو الارتداد، ليكسب...
حاول الحاكم العربي أن يفرض على المثقّف الطاعة مقابل امتيازات يقدّمها له، وفي حال رفضه الولاء واستمراره بالإخلاص لقناعاته العقائدية أو السياسية، كان يتلقّى عقوبات يصل بعضها إلى الإعدام وتقطيع الأوصال. ولجأ الحاكم عموماً لاتهام المثقّف المخالف بالزندقة أو الارتداد، ليكسب رضى مجموعات من أبناء الشعب المتديّنين.يعرض هذا الكتاب مفاهيم الثقافة والمثقّف، وتعريف كل منهما ومهمّاته ودوره في تطوّر المجتمع، وعلاقة المثقّف بالفقيه والفيلسوف والطبقة الاجتماعية والسلطة والسياسة والحاكم، خلال التاريخ وصولاً إلى عصرنا الحاضر. ويشير إلى محنة بعض المثقّفين العرب منذ القرن الأول الهجري حتى عصرنا الحاضر. ويتعرّض لعلاقة المثقف بالحاكم في التاريخين الحديث والمعاصر.حسين العودات كاتب وصحفي سوري. مجاز في الجغرافيا واللغة الفرنسية وحائز دبلوم في الصحافة. كان مستشار رئيس الوزراء لشؤون الثقافة والصحافة في سوريا. تولّى إدارة وكالة الأنباء السورية ودار الأهالي للنشر. من مؤلفاته"الموت في الديانات الشرقية"، "وثائق فلسطين"، "العرب النصارى"، "المرأة العربية في الدين والمجتمع". صدر له عن دار الساقي "النهضة والحداثة" و"الآخر في الثقافة العربي