-
/ عربي / USD
هناك الكثير مما كُتب ولم يكُتب عن المآسي الاجتماعية التي خلفتها المجازر التي تعرض لها أرمن الدولة العثمانية في بداية القرن الماضي، لكن ما يميز المأساة التي يعرضها هذا الكتاب هو إكراه الطفلة هيرانوش على العيش بالقرب من مكان المذابح التي شهدتها بأم عينها، التي أودت بحياة معظم سكان قريتها والقرى المحيطة، فضلاً عن تغيير اسمها إلى (سهر) وحرمانها من إعلان هويتها الحقيقية. لكن مع ذلك لم تكن هيرانوش (سهر) تشتكي من ذلك بقدر شوقها إلى لقاء من تبقى من أهلها الذين اكتشفت، بعد أكثر من عشر سنوات، بأنهم قد وصلوا إلى حلب، لكنها مُنعت من مجرد زيارتهم؛ ورحلت عن عمر يناهز الـ 95 من دون أن تتمكن من لقاء أحد منهم. أما المعاناة الكبرى التي لم يلحظها أحد فهي أنها تحمّلت بمفردها هذه الآلام، التي تعجز الجبال عن حملها، لمدة 60 عاماً. إذ إنها لم تجرؤ بالبوح عنها إلا بعد بلوغها سن الشيخوخة وإدراكها أن العمر يسير إلى محطته الأخيرة، فشاركت جزءاً من هذه الحمولة مع حفيدتها، فتحية جتين، لعلها تستطيع العثورعلى من تبقى من أهلها واللقاء بهم قبل أن يباغتها الأجل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد