-
/ عربي / USD
حينما نتحدث عن جمالية اللغة الشعرية فإننا نتحدث عن جوهر الشعر، فلا شعر بلا لغة، ولا لغة للشعر الحقيقي بلا جمالية، فالشعر ليس رصفاً لكلمات، ولا إيقاع وزن فحسب، وليس الشعر كلاماً موزوناً مقفىً كما قيل، كلا؛ إن الشعر لغة في اللغة، ينفخ فيها المبدع من روح الإبداع ما يجعله مختلفاً عن اللغة المألوفة؛ لغة الشعر تجعل الجماد حياً، وتمنح الصخرة أجنحة تطير بها في سموات الخيال، فالشعراء أمراء الكلام، يصرفونه أنى شاءوا - كما يقول الجاحظ ومن مقتضيات الإمارة - إمارة اللغة، الكلام - جمالية الخلق الشعري، في اللغة وباللغة، هنا تتخلق القصيدة الحية المؤثرة حينما تسكن مسكنها في أفق الجمالية، وتأخذ حظها من الإبداع.
وفي هذا الأفق كانت لي رحلة مع البحث الجاد ماجد حكمي وهو يفاتش اللغة أسرارها، ويكتنه جمالياتها في مدونة الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وقد أبلى الباحث بلاء حسناً، متجاوزاً كل معوقات الرحلة ليقدم دراسة جادة عن متن شعري له حضوره في تجربة الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية.
وقد أخذ الباحث بمعطيات المناهج النقدية الحديثة، ومقولات الشعرية التي لا شك أنها أسعفته في قراءة النصوص الشعرية والولوج إلى أسرار اللغة، والعالم الشعري الذي تضمه بين حناياها.
لقد كانت رحلة شاقة مع البحث ولكنها كانت تجربة مثمرة، آتت أكلها هذا البحث الذي يعد باكورة الإنجاز العلمي للباحث، نقدمه للقراء بإعتزاز، ونأمل أن يمتد الباحث بعطائه ليقدم الأكثر عمقاً؛ في مسيرته العلمية التي نرجو لها كل إمتداد وتوفيق.
بجدية الباحث، وثراء المدونة، ووضوح المنهج تلتئم ثلاثية مهمة في مسار البحث العلمي، ويحقق الدرس النقدي مبتغاه.
وإن كان لي من همسة أخيرة أدونها هنا للباحث ولجيل الباحثين، فهي:
"إن الخطوة الأولى هي مفتاح المسار، وبوابة الأمل، يمتد منها شغف الطريق، وتستعذب بعدها مرارات الكباد في درب المعرفة".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد