-
/ عربي / USD
العقلنة هي محاولة تخفيف القراءات العاطفية للواقعة، وهي محاولة لترسيخ دور العقل في قراءة النصوص وخاصة التاريخية منها كمصدر معرفي منضم إلى باقي المصادر، والتقليل من مساحة دور الحس والعاطفة بطريقة غير مخلة، لكنه تقليل يحاول تحجيم الدور الذي تم تضخيمه للعاطفة على حساب مصادر المعرفة الأخرى في فهم الواقعة وقراءتها والإستفادة منها، وعقلنة القراءة بما ينفع الواقع المعيش ومتطلبات العصر من جنبة حقوقية، للإستفادة من الواقعة وشخصياتها إستفادة مستديمة وحيوية، ومعيشة وقريبة من الواقع، بدل القراءات التي قرأت شخصية الواقعة الرئيسية كشخصية فوق بشرية، وهي قراءات تعطيلية لها وتوظيفها الهادية والمرشدة والمخرجة من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهداية.
وهنا لا أدعو إلى التطرف في العقلنة التي تعنى عقلنة إقصائية لغيرها، بل هي محاولة لتمكين العقل كأحد مصادر القراءة التاريخية وإنتاج الفكر، في قراءة الواقعة منضماً إلى القراءات الأخرى، تتكامل الرؤية دون إقصاء مصدر وتغليب آخر، وهي محاولة لإستنهاض قدرة العقل على قراءة الواقع وتحسينه، وتطويره وتفعيل الواقعة كحركة عابرة للتاريخ، ومحركة للإنسان بمضامينها وأهدافها التي لا تختص بزمان ولا مكان ولا مذهب أو جماعة بعينها.
والتأصيل وهو في العودة إلى الأصول الموضوعية للواقعة أي هي جامعية بين العقل والنص للتأصيل المنهجي، في فهم الواقعة وأهدافها ونتائجها وأسبابها، كي نُفَعِّل ديمومة وظيفة الشخصية الرئيسة فيها، ولا تعطلها بزمان ومكان محددين، فهي محاولة للمواكبة التي تتطلب الحفاظ على أصالة الحدث وديمومته وخلوده.
فالتأصيل للنهضة هو تأصيل لديمومتها بل تفعيل قواعدها كلما توافرت الجغرافيا والزمان على ظروف مشابهة، وغايات ومقاصد شبيهة في القياس بينها كواقعة تاريخية في بعدها القيمي والغاني، وبين ظروف الحاضر ومعطياته الإجتماعية والسياسية، وإن اختلفت التمظهرات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد