-
/ عربي / USD
"التشيع العلوي والتشيع الصفوي" هو الكتاب المركزي الأهم في المنظومة الفكرية للدكتور علي شريعتي، لما أثاره من أصداء وجدل إلى درجة ربما جاز القول معها إنّ كتاباً آخر لم يكن في إيران مثاراً للجدل خلال القرون الأخيرة بقدر هذا الكتاب.
يفصل شريعتي في عمله هذا بين نوعين من التشيع أحدهما ثوري معارض والآخر ممالئ للسلطة الحاكمة إذا كانت شيعية، فيبارك الأول ويعارض الثاني.
يمكن إعتبار هذا الكتاب أثراً وردّة فعل على الهجمات التي واجهها علي شريعتي من قبل التيار الديني التقليدي، ويمكن إعتباره في الوقت ذاته علّه وسبباً لهذه الهجمات التي تصاعدت بعد صدوره حتى أنه أضحى أهم ما يستشهد به ذلك التيار ضد كاتبه.
إنه وثيقة مهمة تعبّر عن جانب من الصراع بين هذا المفكر ذي الدور الكبير في تكوين التيار الديني المناهض لنظام الحكم الشاهنشاهي وبين التيار الديني التقليدي الذي اختار أن ينأى بنفسه عن متاعب السياسة.
وهذا ما لم يرق لشريعتي على الإطلاق لأنه جُبِل على روح المعارضة وكرّس حياته كلها وأعماله وكتاباته وخطاباته ذات الكمّ الهائل لزعزعة أركان نظام الحكم آنذاك ونقده ونقد الحضارة الغربية التي يعتمدها نموذجاً له.
والواقع أن شريعتي بنقده الحاد للتشيع الصفوي كما يسمّيه ورجال الدين المنخرطين في صفوفه إنما كان ينقد التيار الديني التقليدي الذي لم ينهض بأعباء الثورة والمعارضة ضد نظام الحكم آنذاك ولم يقرأ الإسلام والتشيع القراءة الثورية التي يطالب بها شريعتي.
"التشيع العلوي والتشيع الصفوي" من الكتب المحورية لمعرفة الأجواء الثقافية والسياسية المتأجّجة التي أفضت إلى إنتصار الثورة في إيران، الأمر الذي يجعله في مقدمة الكتب التي يتعين نقلها إلى باقي اللغات بشكل دقيق بغية الإطلال على المشهد الإيراني في واحدة من أهم محطّاته التاريخية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد