إن كتابنا هذا الذي يطمح إلى أن يكون كتاباً دراسياً مخصصاً للمرحلة الجامعية، ليس كتاباً بحثياً مستنداً إلى مصادر أولية، بل هو كتاب يعتمد على نتائج دراسات سابقة، يتعامل معها تعاملاً نقدياً. وهو يتميّز بأن حقله التاريخي يمتد إلى يومنا هذا. وقد سعينا، في إعداده، إلى أن نكون...
إن كتابنا هذا الذي يطمح إلى أن يكون كتاباً دراسياً مخصصاً للمرحلة الجامعية، ليس كتاباً بحثياً مستنداً إلى مصادر أولية، بل هو كتاب يعتمد على نتائج دراسات سابقة، يتعامل معها تعاملاً نقدياً. وهو يتميّز بأن حقله التاريخي يمتد إلى يومنا هذا. وقد سعينا، في إعداده، إلى أن نكون موضوعيين قدر الإمكان، وكان همنا أن يكون الشعب الفلسطيني وجوانب حياته، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في مركز سرديتنا التاريخية، وهو أمر تبيّن لنا أننا لن ننجح فيه، وخصوصاً بعد نشوء القضية الفلسطينية، من دون أن نضع، في الوقت نفسه، حركته الوطنية ونضالها ضد الصهيونية والاستعمار في مركز هذه السردية كذلك. وعليه، وإذا كانت المقاربة الاجتماعية الاقتصادية طاغية لدى تناول تاريخ فلسطين في المرحلة العثمانية، فإن المقاربة السياسية هي التي طغت لدى تناول تاريخ فلسطين منذ بدايات الاحتلال البريطاني حتى يومنا، ولا سيما بعد أن غابت، جراء النكبة، التشكيلة الاجتماعية-الاقتصادية لفلسطين الانتدابية، وتشتت الشعب الفلسطيني بين الوطن والمنافي، وتوزع على تجمعات متعددة.