نجاتي صدقي (1905-1979), ولد نجاتي صدقي وتعلم في مدارس القدس. في سن الرابعة عشرة صحب والده إلى الحجاز وانتقل معه إلى سورية ثم إلى مصر، ورجع إلى القدس حيث عمل في دائرة البريد والبرق... وهنا تبدأ ما يسميها المرحلة السياسية التي اتخذ فيها الكثير من الأسماء، وامتد نشاطه إلى كثير من...
نجاتي صدقي (1905-1979), ولد نجاتي صدقي وتعلم في مدارس القدس. في سن الرابعة عشرة صحب والده إلى الحجاز وانتقل معه إلى سورية ثم إلى مصر، ورجع إلى القدس حيث عمل في دائرة البريد والبرق... وهنا تبدأ ما يسميها المرحلة السياسية التي اتخذ فيها الكثير من الأسماء، وامتد نشاطه إلى كثير من الأقطار في ظروف شائكة.
يقول: "لقد كتمت هذه المرحلة من حياتي السياسية مدة سبع وثلاثين سنة على وجه التقريب..." أما عن المرحلة الثانية، فيقول: "إنها تتصل بالأدب والتأليف والترجمة والعمل الإذاعي وكتابة البرامج والمثيليات الإذاعية والقصة القصيرة... وقد نشرت قسماً منها في ثلاثة عشر كتاباً..".
وهكذا يروي نجاتي صدقي سيرة حياته في هذه المذكرات التي تحمل عنصر السيرة الحافلة بالمغامرات، كما أنها تشكل مرجعاً تاريخياً ذا شأن لفترة سياسية مهمة لم تسلط عليه الأضواء من الزاوية الذاتية التي تؤثث المشهد بحيوية الآنية ومصدرية الشهادة.
شاب مقدسي على عتبة العشرين، موظف في دائرة البريد والبرق، تنفتح أمامه آفاق فكرية تهب بها رياح من بعيد، تتحدث عن عِلْم للتحرر والعدالة الاجتماعية وأفق حافل بالأمل. وباعتناق تلك الرؤية تنطلق مغامرة الثوري الذي يضحي بالكثير ليحقق الأهداف عبر تنظيم سري يؤمن بأهمية تأسيسه، ثم حور فيم واقف من قضايا لا مثيل لها في التاريخ الحديث-هجرة تسعى لإنشاء وطن حيث أهل هذا الوطن هدف للتغييب والاقتلاع.