مثل التشتت الذي لحق بعرب فلسطين خلال السنوات 1947-1949، وما تبعه من عجز قيادتهم عن إقامة دولة فلسطين إلى جانب الدولة اليهودية الناشئة، هزيمة للحركة الوطنية الفلسطينية. وتمر الدراسات، في معظمها، بسرعة على الفترة ما بين سنة 1949 وسنة 1964 على الرغم من أن بعضها يلحظ قيام حركة فتح أو...

مثل التشتت الذي لحق بعرب فلسطين خلال السنوات 1947-1949، وما تبعه من عجز قيادتهم عن إقامة دولة فلسطين إلى جانب الدولة اليهودية الناشئة، هزيمة للحركة الوطنية الفلسطينية. وتمر الدراسات، في معظمها، بسرعة على الفترة ما بين سنة 1949 وسنة 1964 على الرغم من أن بعضها يلحظ قيام حركة فتح أو حركة القوميين العرب. أما في الواقع فإن البذور التي أثمرت، فيما بعد، قيام منظمة التحرير الفلسطينية وتطور الحركة الوطنية الفلسطينية قد زرعت في تلك الأعوام الأولى. وقد أثمر بعضها قبل قيام منظمة التحرير، أما بعضها الآخر فلم يتمكن، بفعل إجراءات بعض الدول المضيفة، من بلوغ مرحلة النضج إلا بعد قيام منظمة التحرير وتوسعها لاحقاً.
ترمي هذه الدراسة إلى جمع وتحليل جانب من تاريخ التطور السياسي الفلسطيني كان مهملاً. وهي تركز على التجمعات السكنية الفلسطينية في ثلاثة بلاد عربية مضيفة هي مصر والكويت والأردن. كما أ،ها تبحث، في كل بلد من هذه البلاد، في محاولات الفلسطينيين لتنظيم أنفسهم على أسس جماعية أو قطاعية. وتبحث أيضاً في نشوء كل من الاتحاد العام لطلبة فلسطين، والاتحاد العام لعمال فلسطين، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وفي تطور هذه الهيئات المتفاوت، وذلك في إطار المجتمعات المضيفة الثلاثة. كما أ،ها تلحظ تطورها منذ بدايات الشتات حتى أواسط الثمانينات، وتقترح إطاراً جديداً لفهم تطور المؤسسات الفلسطينية في البلاد العربية المضيفة استناداً إلى مفهوم الهامشية الاقتصادية والسياسية.