منذ بدء الانتفاضة، يحتل الأطفال والمراهقون الفلسطينيون مسرح الأحداث والتطورات في الساحة الفلسطينية, وإذا كان الرمز إليهم بـ"أطفال الحجارة" صار مألوفاً في مختلف أجهزة الإعلام، فإن من غير المعقول تلخيص حياتهم بمجرد "شعار"، مهما يكن معبراً. وقد سعت العالمة النفسانية الدكتورة...
منذ بدء الانتفاضة، يحتل الأطفال والمراهقون الفلسطينيون مسرح الأحداث والتطورات في الساحة الفلسطينية, وإذا كان الرمز إليهم بـ"أطفال الحجارة" صار مألوفاً في مختلف أجهزة الإعلام، فإن من غير المعقول تلخيص حياتهم بمجرد "شعار"، مهما يكن معبراً. وقد سعت العالمة النفسانية الدكتورة سيلفي منصور، التي تعمل حالياً في أحد مستشفيات باريس وكانت تمارس عملها سابقاً وحتى سنة 1984 في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، لسبر أغوار هؤلاء الأطفال والمراهقين في حياتهم العادية، وبعيداً عما تثيره في المخيلة صور الأبطال والبطولات. وهذا الكتاب حصيلة رحلة دراسية قامت المؤلفة بها إلى المناطق المختلة، يروي التاريخ الطبيعي للأطفال الذين يكبرون على إيقاع الانتفاضة: حياتهم اليومية، واهتماماتهم، وتطلعاتهم، ومشاريعهم، وقيمهم. كل ذلك من خلال ملاحظات المؤلفة والمقابلات والاستقصاءات التي أجرتها خلال رحلتها، ومن أجل استكشاف الجروح النفسية التي تخلفها المعاناة، وما ينبغي عمله لتضميد هذه الجروح...