-
/ عربي / USD
... لا يُعطى لكلّ شاعرٍ متمكّنٍ أن يكتبَ نثرَه بالتمكُّن ذاته، ولا لكلّ ناثرٍ خلاّق أن يُبدِع في الشعر إبداعَه في النثر. وفي الأدب العربي شعراءُ مُجيدون خرجوا من "حالة القصيدة" فكتبوا نثراً عادياً تقريرياً لا لَمعة فيه، وناثرون مُجيدون قاربوا الشِعر فظلُّوا نثريين في قصائدَ لهم لم ترتفع لَمعةً واحدة عن النظم. علامة الشاعر الشاعر أن يُنسيك النظم في قصيدته، وعلامة الناثر المبدع أن يأخذك نثره بسحر الصياغة. من هنا هيبةُ الإبداع التي تفرضُها القصيدة (في الشعر) والنضيدة (في النثر). ومن هنا نُدرةُ من يتمتّعون بنعمةِ أن تفْتنك قصيدتهم الشعريةُ بقدْر ما تفتنك نضيدتهم النثرية. هذا الكتاب، ليَنظر في نُظُم الشِعر والنَثر، بين الإبداع والأُصول. لا ليقول "ما" هو الشعر و"ما" هو النثر، فالـ"ما" هنا، كالعطر، كالنسمة، ليست الى تحديد، بل ليقول "كيف" يكون الشِعر شعراً، والنَثر نَثراً، ضمن نُظُمٍ واضحةٍ تَضبُط "شطحات" الشاعر والناثر، وتُحَدِّدُها، باتّباع الأُصول الصارمة، وانطلاقاً منها (لا بالخروج عنها) وصولاً الى لحظة الإبداع. هنري زغيب شاعرٌ لبنانِيٌّ فاعلٌ في الحياة الثقافية اللبنانية والعربية منذ 1972، بِمؤلّفاته وأَنشطته ومسؤولياته.هو اليوم رئيسُ مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية، ورئيسُ مَجلس المؤلّفين والملحّنين في لبنان، ورئيسُ الاتحاد العالَميّ للدراسات الجبرانية (منطقة لبنان والشرق الأوسط).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد