في حيّ شعبي في المغرب، تتشابك عوالم متداعية لشخصيات تعاند قسوة الحياة بالرمق الباقي من إنسانيتها.هناك تعيش بائعة الهوى، "غيّاتة"، القطّة الوديعة على المقاعد الخلفية للسيارات واللبوة الشرسة إذا ما حاول أحد أن يأكل عليها مالها. غير أنها، أمام أبله الحيّ المعروف بـ"ليشير"،...
في حيّ شعبي في المغرب، تتشابك عوالم متداعية لشخصيات تعاند قسوة الحياة بالرمق الباقي من إنسانيتها.هناك تعيش بائعة الهوى، "غيّاتة"، القطّة الوديعة على المقاعد الخلفية للسيارات واللبوة الشرسة إذا ما حاول أحد أن يأكل عليها مالها. غير أنها، أمام أبله الحيّ المعروف بـ"ليشير"، تضعف وتتقمّص دور الأم الحنون، فيظنّ الجميع أنها اتخذته عشيقاً. وهناك أيضاً رئيس المخفر، "الشاف حموني"، الحالم دوماً بأن يكون بطلاً بوليسياً... والصديقان "محجوب" - صاحب الدكان، و"لبصير" - المتسوّل الأعمى، اللذان يغزلان حديثهما اليومي بخيالات نساء متمتّعات فاجرات...لكن جريمتين تشغلان أهل الحيّ: اختفاء زوجة عامل البناء - "السهلي"، الذي يتّهم شرطياً بخطفها، واغتصاب ابنة المتسوّل الكفيف فيما تقول القابلة إنها لا تزال عذراء. إن كان من لون للرثاثة البشرية، فلعلّه يكون البياض. مبارك ربيع روائي مغربي، مؤسّس "اتحاد كتّاب المغرب"، وأستاذ جامعي في علم النفس. صدر له في الرواية ثلاثية "درب السلطان" و"طوق اليمام"، وفي القصة "من غرب... لشرق" و"صار... غداً".