ينطلق الدكتور "طارق الجلبي" في كتابه المعنون "الإقتصاد الجهدي والعولمة" من فكرة هامة وهي "التعاون"، يعتبر الكاتب أن المجتمع الإنساني – ولأجل أن يعيش ويستمر مجبر على التعاون فيما بينه عبر جهوده، وكلما زادت إحتياجاته زاد تعاونه من خلال جماعات أكبر لتحقيق وتوفير هذه...

ينطلق الدكتور "طارق الجلبي" في كتابه المعنون "الإقتصاد الجهدي والعولمة" من فكرة هامة وهي "التعاون"، يعتبر الكاتب أن المجتمع الإنساني – ولأجل أن يعيش ويستمر مجبر على التعاون فيما بينه عبر جهوده، وكلما زادت إحتياجاته زاد تعاونه من خلال جماعات أكبر لتحقيق وتوفير هذه الإحتياجات، وإن هذه الإحتياجات اليوم أصبحت تربط البشرية كلها نظراً لتنوعها وتأثيرها على البيئة الصالحة للحياة الإنسانية.
إن هذه الإحتياجات تجبر البشرية اليوم على التعاون العالمي أو على العولمة، يساعده في هذا تقدم التكنولوجيا، وخاصة في مجال الإتصالات والمواصلات.
من هذا المنطلق يهدف الكتاب إلى معرفة العناصر الأساسية التي تدخل في عملية التعاون هذه، وهي أولاً: طبيعة المجتمعات الإنسانية، ثانياً: الإنسان من حيث الثوابت السلوكية والغريزية التي تخص عملية التعاون، وكيفية تحريك وتنظيم هذه الإحتياجات الغريزية، وخاصة الجنسية منها لزيادة الإنتاج وتوزيع الثروة، ثالثاً: مواصفات البيئة وحدها الحرج الذي يجب أن ينظم لكي لا يتجاوزه التصنيع للسلع أثناء عملية التعاون العالمي، وكل هذا تم بحثه في الأبواب الخمسة الأولى في هذا الكتاب. أما الباب السادس، والذي يشتمل على الجزء الثاني من هذا الكتاب، فيرتكز حول كيفية حساب الجهود الإنسانية. والتي يتم من خلالها التعاون .. وهنا يستعين – الكاتب – بالعلوم الطبية والصناعية، كعلم الصحة الشعبية والطب الصناعي وعلم حساب الشغل، وكذلك عن محاولة حساب وحدة الجهد الإنساني، لتوظيفها في حساب الأرزاق لتتم العدالة بين الأخذ والعطاء، "ومستعينين بقوانين السوق للإستفادة من مؤشر الإحتياج لها، ومستفيدين كذلك من محاسن ومساوىء النظم الإقتصادية وخاصة الرئيسية منها. وهي الإقتصاد المركزي واللامركزي، وعن كيفية تنظيم إقتصاده معتمد على قيمة الجهود. مستعينين بالنقود الألكترونية وآليات كارتاتات الإئتمان والحاسوب المركزي. أما الأبواب الأربعة الأخيرة والتي هي كل الجزء الثالث، فهي تصور حول العقد الإجتماعي الذي فيه عملية التنظيم الإداري والإقتصادي والإجتماعي، والبيئي والدولي، الذي يخص هذا النوع من الإقتصاد. والملائم لهذه المرحلة من التقدم التكنولوجي العالمي.
كذلك يتطرق البحث إلى الكثير من التفصيلات التي تخص حقوق الإنسان والأثنيات ولإطلاق الحريات وتوسيع حكم الشعب (الديمقراطية) لخدمة العدالة ودفع عملية الإنتاج إلى الأمام"...