منذ وجد الإنسان، بدأ يفكر بالموت والحياة، والفناء والبقاء، وهل الوجود محدود بالعالم المدي أو يمتد إلى غيره، وهل ثمة عناصر لا تقبل الفناء في الإنسان أولاً، وهل له أن يعثر على ماء الحياة والخلود الأبدي أم أن ذلك مجرد خرافة… هذه الأفكار وغيرها رافقت الإنسان منذ وجوده، وظل...
منذ وجد الإنسان، بدأ يفكر بالموت والحياة، والفناء والبقاء، وهل الوجود محدود بالعالم المدي أو يمتد إلى غيره، وهل ثمة عناصر لا تقبل الفناء في الإنسان أولاً، وهل له أن يعثر على ماء الحياة والخلود الأبدي أم أن ذلك مجرد خرافة… هذه الأفكار وغيرها رافقت الإنسان منذ وجوده، وظل يطمح إلى نيل الحياة الأبدية والسعادة المطلقة والعيش في عالم يؤمن له كل متطلبات الراحة والأمن والاستقرار المادي والمعنوي... وقد كان للأديان السماوية قصب الريادة في الإجابة على هذه التساؤلات المشروعة، وقد جعلت أكبر همّها والهدف الأساسي من رسالاتها تعريف الإنسان بمبدأ الوجود وغايته، واستعان الإنسان بالوحي، وبقدراته ومواهبه العقلية التي حباها الله إياه، وبالتلفيق بين الاثنين تمكن من تسليط الضوء على هذه المجاهيل وكشف ما يمكنه كشفه منها، ليخطو خطوات راسخة في مسير معرفة نفسه وربّه. والمجموعة التي بين يديك هي حصيلة جمع وتبويب آراء وأفكار الإمام الخميني، اختارها أعضاء لجنة إحياء آثار الإمام الخميني من بين مؤلفاته ومحاضراته الفلسفية وخطبه ونتاجاته المتنوعة، وهي تشتمل على شرح وتفسير ونقد وبحث وجهات النظر المختلفة في هذا المجال مع بيان رأيه الخاص فيها من لسانه أو قلمه. ولا يخفى أن من خلال الدراسة المعمّقة لهذه المباحث تتضح النظرة التي كان يحملها هذا الرجل حيال "الموت والحياة" و"الدنيا والآخرة"، ما أهله لأن يأخذ بيد قدرته الروحية، زمام الأمور في عالم السياسة والدين، ويخرج منتصراً في المعركة مع الهدى والسلطان، والمحور الرئيسي لهذه المجموعة، مباحث النفس والتناسخ والمعاد الجسماني.