تضمن الكتاب الذي بين أيديكم على الجزء الثاني من مسيرة الإنسان إلى الهدف. هذا الجزء الذي يبتدأ بالموت وينتهي بالنفخ في الصور وإعلان نهاية عالم الدنيا. ذلك اليوم الذي تمتثل به الشمس ويستجيب به القمر لأمر الله تعالى، وتقول النجوم والأفلاك السماوية لبيك لبيك، وتصرخ الأرض...
تضمن الكتاب الذي بين أيديكم على الجزء الثاني من مسيرة الإنسان إلى الهدف. هذا الجزء الذي يبتدأ بالموت وينتهي بالنفخ في الصور وإعلان نهاية عالم الدنيا. ذلك اليوم الذي تمتثل به الشمس ويستجيب به القمر لأمر الله تعالى، وتقول النجوم والأفلاك السماوية لبيك لبيك، وتصرخ الأرض والسماء والجبال والبحار: ربنا أتيناك طائعين، وتهتف الملائكة بالتسليم لنداء الحق وتنطلق مسرعة إلى المطلق. تتفاوت هذه المرحلة مع ما قبلها وما بعدها، فهي أكثر غموضاً وأشد ظلاماً وخفية، مليئة بالحوادث، حساسة جداً، مرعبة وموحشة، خطرة وطويلة الأمد بالنسبة لجميع مراحل الإنسان من المبدأ وحتى المعاد. لا زال الإنسان قاصراً عن إدراك حقيقية ذلك المكان وحقيقة أمره وما يحدث فيه؟ وما يحيط به الإنسان مقتصراً على ما جاء في القرآن والروايات، ولا يحصل العلم الكامل للإنسان حول ذلك إلا عندما ينتقل إلى هناك ويرى الحقيقة عن قرب ويلمسها بأم عينيه. ومما يتحدث عنه الكتاب في هذا الإطار نذكر: خصوصيات الموت، من بيده الموت؟ هل الموت فناء؟ العذاب البرزخي لقابيل، روح المؤمن وأهله، الموت وحضور الملائكة، سبب رؤية الأحلام، الأشياء التي تمنع من عذاب القبر، العذاب البرزخي للمجرمين، التحدث مع ميت، أرواح المؤمنين من بيت المقدس...