لم تزل السيرة المحمَّدية العطرة في جميع أبعادها موضع إهتمام الأُمة الإسلاميّة من لدن بزوغ فجر الإسلام العظيم، ومنذ الأيام الأُولى من البعثة النبوية الشريفة.
ولا غرو فقد كان الرسول الأكرم "محمَّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله" يجسد بسيرته المثلى قيم الدين ويمثل بأخلاقه السامية أخلاق القرآن، ويعكس بموافقة الرشيدة وبإدارته الحكيمة لشؤون الأمة طريقة الإسلام في إداره دفة الحياة.

هذا مضافاً إلى أنه كان القدوة التي أمر الله تعالى المسلمين بالإقتداء بها، وإقتفاء أثرها، كما أنه كان الظاهرة الفريدة الباهرة في الأدب الرفيع والإنسانية الشفافة والعاطفة الصادقة والرحمة واللطف، وغيرها ممّا كانت تفتقر بيئة ظهور الإسلام الأُولى إليه وتتعطش إلى مثله.

وفعلاً كانت هذه السيرة الطيّبة العطرة المقدّسة هي المنهج العملي للمسلمين، وهي سرّ تقدُّمهم، وهي رمز عظمتهم وسموّهم، وعلوّ شأنهم وشأوهم.

في هذا الكتاب دراسة تحليلية شاملة للشخصية والسيرة المحمدية في شتى أبعادها الاجتماعية والرسالية والسياسية والعسكرية.