-
/ عربي / USD
إن الحق الحقيق بالاتباع، والتصديق أن وجود الصانع، وتوحيده أمرٌ فطري قد فطر الله العقول عليه، كما تظافرت به الآيات، وتواترت به الروايات. ولا بد للإنسان من الاستمرار على إيمانه هذا في كل آن سالكاً سبيل الله لينال سعادتي الدنيا والآخرة. من هنا يحاول المؤلف من خلال هذا الكتاب بيان طريق السلوك إلى الله تعالى الذي يحصل به النجاة في الآخرة والأولى، ويتوصل به إلى رضوان الله تعالى وثوابه، والتخلص من نقمته، وعقابه مما أدين الله تعالى به وأن غالب الناس في هذا غير خارجين عن صنفين؛ صنف زعموا أن السلوك متحضر في الرياضيات التي اخترعوها، والأذكار التي ابتدعوها، وزعموا أنه يحصل لهم بذلك الكشف واليقين مع الإعراض عن شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين، وجهلهم بما يجب عليهم ويَحْرُم. وصنف زعموا أن الطريق إلى الله منحصر في أداء جملة الأعمال الظاهرة، وإن لم تكن لها حقائق، وأن مجرّد صور الأعمال توصل إلى رضاء ذي الجلال مع الاتّصاف بالأخلاق السيئة، والصفات الذميمة المهلكة، من الحسد، والرياء، والعُجب، والكبر، والحقد، والتحيّر ونحوها. وأن دين الله لا ينال إلا بالقيل والقال، والنزاع والجدال، مع انهماكهم في آفات اللسان، والقلب، وها هو ذا المؤلف ذاكراً للقارئ ما يحصل به حقاً النجاة في الدين والدنيا، ويوصل إلى رضوان الله رب العالمين وذلك من خلال أسلوب له الوقع المؤثر والبليغ على القلوب والأفئدة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد