يعتبر المؤلف الشيخ محمد باقر القائني البيرجندي ذو إحاطة واسعة في العلوم الإسلامية. فقد كتب في كل فنّ في الأصول والفقه والتاريخ والعرفان والدراية والحديث والفلسفة وغير ذلك من العلوم الإسلامية. وقد اختصّ بعلم الفقه والحديث إلى الدرجة التي يقول فيها عن نفسه: باستطاعتي أن أحرر كل مسألة من مسائل الفقه من الطهارة إلى الديات مع ذكر الأقوال والفتاوى لمعظم الفقهاء فيها من دون رجوع إلى كتب الفقه المهمة. وقد برع في التأليف، وبلغت كتبه اثنان وعشرون كتاباً منها كتابه الذي نقلب صفحاته وهو "الكبريت الأحمر في شرائط المنبر"، وموضوعه يسر قلوب وعيون الماضين، ويلزم الحاضرين يعدم التفاضل عنه، وفيه يذكر شرائط المنبر ورُقاته والمستمعين وما يتلى عليهم أجمعين، من حيث كونه محققاً بالآيات الفرقانية، وأخبار الأئمة الميامين، وتمّ إنجاز ذلك ضمن مقدمة وفصول أربعة: الأول منها في بيان فضل الموعظة وأحكامها الإلهية، والثاني من الفصول فقد جاء في شرائط الواعظ ومرتقي المنبر. ودار الفصل الثالث حول شرائط المستمعين والرابع حول شرائط المنبر والمجلس. وأما الخاتمة فقد جاءت في بيان الكتب التي تحتوي على الموعظة والمقتل. ذاك هو مضمون الرسالة الأولى في هذا الكتاب، أما الرسالة الثانية من كتاب الكبريت الأحمر في شرائط المنبر فقد تمّ تخصيصها للبحث في "المجالس". وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب ليس كتاباً واحداً بل هو كتاب وسماه المؤلف ثلاثة أجزاء الأولان منه في شرائط المنبر، والجزء الثالث هو خاص بالعباس وفيه بحوث رائدة لم تطرق ومعانٍ لم تسبق.