التقية كحكم شرعي هو مشروع تكاملي من جهات ثلاث، الأولى من جهة العلاقة مع الله تعالى، والثانية من جهة العلاقة مع النفس، والثالثة من جهة العلاقة مع الناس.هذا التعبير يجد تفسيراً له في كتاب "التقية في المجتمع الإسلامي .. أدلة وآثار" الذي يتناول مؤلفه "محمد جواد فاضل الموسوي" جوانب...
التقية كحكم شرعي هو مشروع تكاملي من جهات ثلاث، الأولى من جهة العلاقة مع الله تعالى، والثانية من جهة العلاقة مع النفس، والثالثة من جهة العلاقة مع الناس. هذا التعبير يجد تفسيراً له في كتاب "التقية في المجتمع الإسلامي .. أدلة وآثار" الذي يتناول مؤلفه "محمد جواد فاضل الموسوي" جوانب التقية وأبعادها في المجتمع الإسلامي وذلك من خلال عرضه لمختلف المصادر التي وردت فيها أدلة التقية ومشروعيتها عند فقهاء أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، بالتنافر مع غيرهم من فقهاء أتباع المذاهب الأخرى، كما أنه يرد على "المشنعون" في هذا الحكم الشرعي الذين كان همهم القول (التقية نفاق) و (التقية مداهنة) و (التقية خداع وكذب) وفي جوابه على من يقول ذلك "والصحيح أن التقية حتى ليست ضداً لما ذكر، ولو تنازلنا وقبلنا ضدية التقية للنفاق والمداهنة وغيرهما دون الإذاعة فهل يصح حمل الضد على الضد؟ أفيكون هذا الكلام صادراً من عالم يؤخذ منه الدين؟ (...) سيتضح بالحجة أنك لو اقتطعت التقية من إطار الأحكام الشرعية ستجدها مساوية للنفاق، والإختلاف حينه يكون لفظياً فقط، أما لو نظرت إليها كمفردة من مفردات باقي الأحكام الشرعية، ستجدها خلقاً رفيعاً لا يمكن أن يتجاوزه ذو لب". يتوزع الكتاب على ستة أبواب تبدأ بتعريف التقية شرعاً واصطلاحاً، ثم تبدأ بالبحث عن أدلة التقية عند المسلمين في أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والعلماء عند كلا الفريقين وبيان حرمة الدم وحديث الإكراه ثم مخالفة المؤلف لبعض الروايات وبرهانه للمغالطات التي وردت في أحاديث الفتن وأحاديث دعاة الضلالة، وأخيراً آثار التقية الإجتماعية، والغاية الأخيرة التعايش السلمي بين المسلمين. هذا الكتاب يستفيد منه من أراد ولوج مجال المناظرات في موسائل الخلاف وخاصة في مبحث التقية.