إن البحث حول حياة إبن تيمية ومنهجه في الحديث له أهميته الخاصة ، والبالغة لمن أراد أن يطّلع على حقيقة حياة إبن تيمية وحقيقة منهجه في الحديث ، فأما حياة إبن تيمية فإنها ما زالت غامضة عند كثير من الباحثين والمحققين ، وذلك لتضارب ترجمة حياته بحسب اختلاف مشارب المترجمين له ، ففي...
إن البحث حول حياة إبن تيمية ومنهجه في الحديث له أهميته الخاصة ، والبالغة لمن أراد أن يطّلع على حقيقة حياة إبن تيمية وحقيقة منهجه في الحديث ، فأما حياة إبن تيمية فإنها ما زالت غامضة عند كثير من الباحثين والمحققين ، وذلك لتضارب ترجمة حياته بحسب اختلاف مشارب المترجمين له ، ففي بعض تراجمه مدحاً وثناءً وتعظيماً له ، وبغض النظر عن حوادث حياته ، وفي بعض التراجم والكلمات لبعض العلماء نرى تنقيصاً في إبن تيمية واستصغاراً له في حياته ، ومن جهة أخرى قد تكون بعض التراجم المهمة معقدة في بيانها وإجمالها ، فاحتاج البحث في حياته إلى التحقيق والتنقيب ، وإخراجها في قالب واضح ، مع محاولة الجمع بين التراجم قدر الإمكان ، ولذا كان سعيي في هذا الكتاب إبراز ترجمته بهذه الصورة ، وما كتبته في حياته إنما هو ملفق من تلك التراجم المتعددة ، استخلصت ما أراه قريباً من الصواب بحسب ما بذلته من جهد في ذلك . وقد أتت الدراسة في حياة إبن تيمية لرفع الغموض الذي اكتنفت حياة إبن تيمية به ، وبيان الأسباب التي أدت إلى دخوله السجن أربع مرات ، فترفع مشكلات الباحث في حياة إبن تيمية ، ومعرفة ما وقع من اختلاف بين ابن تيمية وأكابر علماء عصره ، وكيفية أخلاقية إبن تيمية تجاه من يخالفه من كبار العلماء ، وكل ذلك له تأثيره في معرفة شخصية إبن تيمية . والدراسة النقدية لمنهج إبن تيمية في الحديث لبيان مدى صحة نزاهة منهج إبن تيمية في التعامل مع الحديث في بعض الموارد المهمة ، وعدم تطبيقه لمنهجه ومبانيه في بعض الموارد ، ومدى صحة كونه رجلاً إنتقائياً في الفكر ، لا يتعامل مع الأحاديث بإنصاف ، ولو في بعض الموارد الهامة ، فتهدف الدراسة النقدية إلى تنبيه المتأثرين بمسلك إبن تيمية ، سلباً أو إيجاباً ، حتى يعرفوا مدى صحة منهج إبن تيمية في الحديث ، وهذا أمر لا ينافي الوحدة الإسلامية ، والدراسة قائمة على المنهج العلمي ، والمناقشة العلمية فيها لأجل حل المشكلات والخلافات .