عانق نقولا الحدّاد الصيدلاني الأديب في آن، واللبنانيّ المصري في آن، عانق عصره عناقًا نهمًا لم يدع معه موضوعًا من مواضيع زمانه يفوته أو يبدو له بعيد المنال. فالمتخرّج من كلّية الصيدلة في الكليّة السوريّة الجامعة الأميركيّة في بيروت والمهاجر لسنوات معدودات إلى الولايات...
عانق نقولا الحدّاد الصيدلاني الأديب في آن، واللبنانيّ المصري في آن، عانق عصره عناقًا نهمًا لم يدع معه موضوعًا من مواضيع زمانه يفوته أو يبدو له بعيد المنال. فالمتخرّج من كلّية الصيدلة في الكليّة السوريّة الجامعة الأميركيّة في بيروت والمهاجر لسنوات معدودات إلى الولايات المتحدّة، لم يلبث أن قفل راجعًا إلى القاهرة، نيويورك العرب أيّامذاك، مفتتحًا دار صيدلة، مؤلّفة بدأب وتفان في شتّى المسائل، مبشّرًا بالديمقراطيّة والاشتراكيّة، مدافعًا، على صفحات الهلال والمقتطف والرسالة وغيرها من المجلّات عن قضيّة فلسطين مقترفًا بين الحين والآخر قصيدة أو ترنيمة مقول القول: نقولا الحدّاد، الشامي المصري، العالم الأديب والأديب العالم، نموذج كامل الأوصاف عن المثقف في طبعاته العربيّة الأولى هذه الدراسة التي أرادتها سلمى مرشاق سليم مدخلًا إلى عالمه المتشعّب دعوة إلى إيفاء هذا الموسوعيّ الطليعيّ بعض حقّه وإلى إعادة اكتشاف إنتاجه العلميّ والأدبيّ الذي ل تألُ المؤلّفة جهدًا في طلبه، وفي البحث عنه وفيه، وفي توصيل أوصاله، مدرّجة إيّاه في إطار لوحة تصوّر عصرًا جميلًا لا نملك إلّا الحنين إليه