-
/ عربي / USD
تصدّرت الدولة العثمانية العالم الإسلامي مدة تزيد على خمسة قرون وحكمت أجزاءً واسعة منه وعلى الرغم من كل ما يقال عنها فإنها لعبت دوراً هاماً في هذه الحقبة من التاريخ لا نستطيع أن نتجاوزها كما لا نستطيع أن نغفل جزءاً منها وخاصة بعد ضم معظم البلاد العربية وأذربيجان والقرم وغيرها. فتاريخها هو تاريخنا في هذه المادة وقبل ذلك فهو جزء من التاريخ الإسلامي ككل والذي يربطنا معها بالعقيدة. لقد كتب عن الدولة العثمانية مؤرخون كثيرون ونعرض لحكمها كتاب كثر وأن الجميع ينهلون من منهل واحد هو الخلاف على الأقل مع العثمانيين بصفتهم يحملون شعار الإسلام، وأعطوا عنها صورة أقرب ما تكون إلى أنها قائمة، الأمر الذي زاد بعداً في الشقة بين نشئنا وهذا الشعب المجاور.
أما هذا الكتاب فإنه يقدم دراسة نظرية، هدفها إعطاء صورة واقعية وإيجابية عن الحكم العثماني وعن الخدمات التي قدمتها الدولة العثمانية لرد أعداء الدين الذين أرادوا استعمار أرضنا من البرتغاليين، ومن ثم لتبيان وجه المستعمرين في هذا العصر. وللإحاطة بجميع جوانب الموضوع وللوصول إلى الهدف المنشود من الدراسة، قسم المؤلف دراسته إلى سبعة أبواب جاءت موضوعاتها كالتالي: ألباب الأول ويشتمل على قيام الدولة العثمانية وامتدادها وتوسعها حتى فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح عام 857هـ. الباب الثاني وفيه ذكر نبذة عن حياة السلطان الفاتح وما له من مآثر وما تم على يديه من فتوحات، وتعرض فيه أيضاً لتطور الدولة حتى عهد السلطان سليم الأول عام 923هـ. الباب الثالث: شرح فيه مدة الضعف التي حدثت والأسباب التي دعت إليها وما نتج عن ذلك من أمور. الباب الخامس: تعرض فيه لمدة حكم السلطان عبد الحميد ومحاولاته في تبني فكرة الجامعة الإسلامية، وما اعترضه من سبل تلتقي كلها عند الوقوف في وجهه الأمر الذي جعله يهزم أمامها وينمى عن السلطة. الباب السادس: وفيه سرد لتحكم العصبية، إذ سيطر دعاة القومية الطورانية حتى أزالوا الخلافة الإسلامية، أما الباب السابع: فجمع فيه بحثاً عن قيام الحكم التركي بمعناه العصبي حتى وقتنا الحاضر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد