-
/ عربي / USD
تطرح "رحلة إلى الهند" سؤالاً بسيطاً في ظاهره عميقاً في باطنه: هل يمكن أن تتحقّق صداقةٌ بين طرفٍ مستعمِر وآخَرَ مستعمَر، في الوقت الّذي يجثم فيه الطرف الغالب على أرض الطرف المغلوب؟...
يخضع الراوي هذا السؤال إلى مناسباتٍ عدّة في الرواية ليتبيّن مدى القدرة العمليّة على تحقيق تصالح من نوع أو آخر بين الطرفين.
لكنّ هذه المحاولات المبذولة لهذا الغرضّ تبوء في الغالب بالفشل، بل إِنّها من قبيل المفارقة تعمّق الهوّة وتزيد من اتّساعها خصوصاً في حادثة الكهوف؛ وتأتي خاتمة الرواية تتويجاً للتعبير عن غياب أمر المصالحة، الّذي يعرضه "فيلدنج" نيابةً عن الطرف الغالب على "عزيز" الّذي يمثّل الطرف المغلوب، إِذ توجز الهند قولها: "وليست المصالحة الآن ولا هي هنا...".
ومنِ أهمّ المزايا، الّتي تتمتّع بها هذه الرواية، أنّها تستشفّ منظور التحرّر من الإستعمار قبيل رحيله فعلاً عن الهند بعقدين من الزمن، وذلك من خلال تضامن بين مختلف الأصول والمنابت والمعتقدات الهنديّة.
هذه كلمات "عزيز"، الشخصيّة المحوريّة في الرواية: الهندوس والمسلمون والسيخ والجميع وحدة واحدة في وجه الإستعمار...
تجسّم هذه الكلمات الروح الغانديّة الّتي كان غاندي يمارسها في حملته السلميّة ضدّ الإستعمار إثر عودته من جنوب إفريقيا وهو يحمل رسالة التضامن بين المسلمين والهندوس عام 1915، والّتي بلغت ذروتها بين عامي 1920 - 1923، في الوقت الّذي كانت "رحلة إِلى الهند" تتشكّل على الورق في مخاضها الّذي دام ما يقرب من اثني عشر عاماً 1912 - 1924.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد