إن ما يطرحه العهد السقراطي من مقولات على قاعدة جدلية الفكر والمجتمع يؤكد توق الشعوب، في مسارها الحضاري والعلمي والثقافي، إلى ما يلبّي حاجات أفرادها ويعزز مؤسسات الدولة بارتكازها على القوانين العادلة والدساتير التي توفر الاستقرار والانسجام والتوازن في المجتمع الواحد. بنى...
إن ما يطرحه العهد السقراطي من مقولات على قاعدة جدلية الفكر والمجتمع يؤكد توق الشعوب، في مسارها الحضاري والعلمي والثقافي، إلى ما يلبّي حاجات أفرادها ويعزز مؤسسات الدولة بارتكازها على القوانين العادلة والدساتير التي توفر الاستقرار والانسجام والتوازن في المجتمع الواحد. بنى العهد السقراطي الدولة على القيم والأخلاق والفضيلة والحس القومي، المقوّمات التي استقى منها الغرب الأوروبي فكره من أجل النهوض القومي. ويتساءل المؤلف في هذا الكتاب إلى أي حد تتطابق المبادئ الأساسية التي وضعها العهد السقراطي مع تباشير العولمة التي تجتاح العالم، والتي تعدنا بمستقبل أفضل للبشرية وبفردوس أرضي جديد؟ هل العودة إلى حب السلطة واللذة والمال هي الأفضل لحكم الشعوب ولسياستها في القرن الحادي والعشرين؟ وهل تقود العولمة إلى الحوار أم هي تغذي صدام الحضارات؟ ريمون غوش حائز دكتوراه دولة في الفلسفة من جامعة السوربون الأولى بدرجة مشرف جداً.أستاذ الفلسفة اليونانية والمنطق ومناهج البحث الفلسفي وعلم الجمال، وعضو في لجنة قبول مشاريع الدكتوراه لطلاب الفلسفة، وعضو لجنة إدارة البحث العلمي في المعهد العالي للدكتوراه، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية. صدر له كتابان: "الفكر الجدلي عند الغزالي" و"الفكر الجدلي في الفكر العربي الوسيطي".