"إن ما شجّعني الآن على تدوين سيرتي أن أولادي وأحفادي المنتشرين في بلاد الدنيا لا يعرفون شيئاً عن ماضيّ، أي عن جزء من ماضيهم هم. ومن لا يعرف ماضيه لا يعرف نفسه حقّاً. وقد اتّضحت لي صحّة ذلك لدى النبش في ماضيّ أنا، إذ اكتشفت عن نفسي أموراً لم أكن أعيها، ولم تكن قد خطرت لي ببال....
"إن ما شجّعني الآن على تدوين سيرتي أن أولادي وأحفادي المنتشرين في بلاد الدنيا لا يعرفون شيئاً عن ماضيّ، أي عن جزء من ماضيهم هم. ومن لا يعرف ماضيه لا يعرف نفسه حقّاً. وقد اتّضحت لي صحّة ذلك لدى النبش في ماضيّ أنا، إذ اكتشفت عن نفسي أموراً لم أكن أعيها، ولم تكن قد خطرت لي ببال. وأيّاً كانت القيمة الفنية لسيرتي الذاتية، تبقى لها، بكل تأكيد، قيمة الأمانة في النقل والصدق تجاه الذات والآخر، وقيمة إلقائها ضوءاً على الحياة الاجتماعية والسياسية في الحقبة التي عشتها. وتكون لها، فوق ذلك، قيمة تدوينها جزءاً من تاريخ عائلتي التي هي نموذج عن عائلات عاشت بين فلسطين ولبنان في القرنين العشرين والحادي والعشرين."