يعيش الشرق الأوسط في "غابة" من الإثنيات والخرافات. وتكاد دوله بعضها ببعض، وعلاقات هذه جمعاء بالعالم الخارجي، وتنظمها هذه الأساطير، وترسم، إلى مدى كبير، مسار أحداثها وصورة مستقبلها. لقد كتبت دراسات كثيرة عن منطقة الشرق الأوسط، لكن لم يستطع أحد فهم كنه طبيعة هذه المنطقة...
يعيش الشرق الأوسط في "غابة" من الإثنيات والخرافات. وتكاد دوله بعضها ببعض، وعلاقات هذه جمعاء بالعالم الخارجي، وتنظمها هذه الأساطير، وترسم، إلى مدى كبير، مسار أحداثها وصورة مستقبلها. لقد كتبت دراسات كثيرة عن منطقة الشرق الأوسط، لكن لم يستطع أحد فهم كنه طبيعة هذه المنطقة الموغلة عميقاً في الأوهام والخرافات، وإدراك علاقات إثنياتها وشعوبها المتصادمة والمتناحرة. يحاول هذا الكتاب أن يستشرف مستقبل الشرق الأوسط من خلال تحليل الأوهام والخرافات التي تكوّن جزءاً كبيراً من هويته ورصد العلاقات الملتبسة بين دوله؛ ودرس واقع الأقليات فيه كالأكراد والشيعة والمسيحيين واليهود... ويتحرّى أيضاً تأثير الخرافة والأسطورة في الواقع والحضور السياسيين لكل واحدة من هذه الإثنيات، وفي صوغ علاقات بعضها ببعض، وفي تحديد علاقاتها الخارجية. كذلك يبحث الدور المهم الذي اضطلعت به هذه الأساطير في إذكاء الحروب التي شهدها الشرق الأوسط، منذ حروب الفرس والعرب، مروراً بالحرب الإيرانية ـ العراقية، وصولاً إلى حروب السودان والجزائر، وليس انتهاءً بالحروب الأهلية التي تعيش أهوالها شعوب الشرق الأوسط، والحروب "الجديدة" المتوقع حدوثها.