-
/ عربي / USD
«نجوم النهار» نصّ روائي على شكل سيرة مفعمة بالحسّ الشعري والإنساني العميق، للكاتبة الشاعرة السوفييتية البارزة أولغا بيرغولتس، حيث تستعيد فيها حياتها بأكملها بصدق من اللحظات الأولى لوعيها وهي طفلة. يمكن اعتبار هذه الرواية بمثابة الكتاب الرئيس الذي، كما تقول عنه بيرغولتس في أحد أهم فصول كتابها، المعنون: «الكتاب الرئيس» إنه حلم كلّ كاتب والذي يظل يسعى طوال حياته لإنجازه.
أعمال أولغا بيرغولتس، الحائزة على جائزة الدولة، معروفة على نطاق واسع ليس فقط في الاتحاد السوفيتي، ولكن أيضاً في العالم. كتابها «نجوم النهار» هو مذكرات شعرية فلسفيّة تجمع من خلال أسلوب سردي شديد البراعة بين ذكريات الزمن المأساوي لحصار لينينغراد من قبل الجيش الألماني زمن الحرب العالمية الثانية، مع سرد الكثير من القصص المعبّرة والفريدة من نوعها، وتأملات في شتى نواحي الحياة، ما يسمح للقارئ بفهم «سيرة حقبة» بكاملها ومعرفتها والشعور بمصير جيل عاش كلّ مآسي الحرب وقاوم وتحمّل، على الرغم من الجوع والبرد والخيبات.
كاتبة، عاشت فترة صباها زمن الثورة الاشتراكية، وامتلأت بالإيمان بها وبفكرها وبقائدها وملهمها لينين، لكنها إذ تمجّد الثورة وفكرها، لا تركّز على الدعاية لها، بقدر ما تعكس ما بين السطور تناقضاتها وانحرافاتها، وتتحدث عن الفرق بين الدعاية والبوح في النصوص الأدبية.
تروي أولغا بيرغولتس حكاياتها بذكاء شديد، بل يمكن القول بدهاء، حيث لنصوصها معنى ظاهر على السطح وآخر يكمن ما بين السطور، فمثلاً، حين تؤكد على ضرورة أن يكرّس الأدباء جهودهم الأدبية للدعاية للثورة، تسمّي اثنين تعتبرهما من أفضل الذين كرّسوا أدبهم لهذه الغاية، وهما الشاعر ماياكوفسكي، والروائي فادييف، دون أن تشير إلى الحقيقة المعروفة عنهما: الاثنان تعرّضا للقمع من قبل السلطة البيروقراطية، وانتهت حياة كلّ منهما نهاية مأساوية، ماياكوفسكي انتحر، وفادييف كذلك.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد