-
/ عربي / USD
من قرية نجدية ضائعة في أعماق النفوذ، وفي وقت كانت فيه نجد مقبلة على أحداث عصبية، سوف تغير كل المقبل من أيامها، انطلق جابر السدرة في البحث عن سميح الذاهل، صديق الطفولة الذي يحمل كل غريب في مولده وحياته وكلامه المبهم، ثم اختفائه المفاجئ وهو في ميعة الصبا ومقتبل الشباب. لم يمت سميح الذاهل، فقد كان يظهر بين الفينة والفينة، ويلتقي بكلامه المبهم، ثم يختفي من جديد. وطوال كل تلك السنوات، كان كل شيء يتغير، إلا سميح الذاهل الذي بقي مثل يوم أن خرج من الخب لأول مرة، وكأن لا سلطان للزمان أو المكان عليه.
و قادت رحلة البحث عن سميح جابراً إلى واحات نجد وقراها، ومدن الحجاز وضفاف الخليج، وأرض الأنبياء في فلسطين، وجبال عمان وغوطة دمشق، وناطحات السحاب في العالم الجديد. سنوات طويلة مرّت تزوّج فيها جابر العديد من النساء، وأنجب العديد من الصبيان والبنات، وتحول كل شيء من حوله، ولكنه لم يجد سميح الذاهل، رغم أنه قابله ورآه وحدثه عدة مرات. رآه في الرياض، وكان هو ذاته لم يتغير، وإن بقي يقول ذات الكلام المبهم غير المفهوم.
وجاءت لحظة الحق، وجابر لا يزال ينتظر ويأمل أن يعود سميح إلى الخب، ولكنه يموت، دون أن يعود. وقبل أن يموت، كتب جابر مخطوطاً يصف فيه ما رآه وما عاناه وما يبحث عنه. ووقع المخطوط بيد أحد أحفاد جابر، فقاده في رحلة أخرى للبحث عن سميح دامت أربعين عاماً في التيه والضياع، كان فيها هو أيضاً من المنتظرين. وهذه الرواية ليست إلا بعضاً مما جاء في مخطوط جابر السدرة من أحداث غريبة، وأمور عجيبة لا يصدقها العقل، خلال سنوات طوال من تاريخ أرض العرب. ولكن، هل بالعقل وحده تتحدد الحقيقة؟ هذا هو السؤال... هذا هو السؤال.. ونحن لإجابته من زمرة المنتظرين...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد