-
/ عربي / USD
عُني هذا البحث بدراسة تاريخ نشأة القراءات القرآنية وتطورها من وقت تنزيل الأحرف السبعة حتى انتهت إلى القراءات العشرة؛ من خلال تسليط الضوء على ظاهرة (الاختيار) التي كانت لها كلمة الفصل في هذا الشأن، والمقصود بالاختيار: هو أن يعمد الإمام الضليع في طرق أداء القرآن الكريم ورواياته، إلى اختيار منهج محدد -مما قرأ- يسير عليه في سائر المصحف، ولقد صاحَب هذا المنهج روايةَ القرآن الكريم منذ بدء نزول الأحرف، ثم هو قد ساهم في تشكيل معالم علم القراءات حتى انتهى إلى صورته النهائية المتمثلة في القراءات القرآنية العشرة المتواترة. إن الاختيار قد أذن به النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حين أمر بقراءة القرآن وفق الأحرف المنزلة عليه، يتخير المسلم منها ما شاء، وأخبر أنه بأَيِّهَا قرأ المسلم فقد أصاب، ثم هو نهى عن الاختلاف في القرآن، لكن مع انتشار الإسلام في الأرض، بدت أمارات اختلاف الناس وشقاقهم في القرآن؛ بسبب جهلهم بحقيقة أن القرآن منزلٌ على سبعة أحرف، ولما كان الأخذ بالأحرف المنزلة رخصة رخصها الشارع الكريم للأمة؛ اختار الصحابة أن يقتصروا على حرف واحد جامع للأمة، وحاشى الصحابة أن يكونوا قد أهملوا شيئاً ثبت عن رسول الله من القرآن، بل نقلوه صافياً لم يشب كما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته، ولا يجوز سوء الظن بهم، فهم أحرص الناس على القرآن وحفظه، وما صنعوا ما صنعوا إلا لحفظ المسلمين من الاقتتال.وعليه، فمعرفة هذا الفن الجليل، وضوابطه، وتاريخ نشأته، وأطواره؛ من أهم ما يعنى به المشتغل بالقراءات، ويجدر بكل طالب علم شرعي أن يُلِمَّ -ولو بإجمال- بهذه المعلومات التي ورد أغلبها في هذا البحث، راجياً أن يكون هذا الكتاب عمدةً للمكتفي، وبدايةً للمقتفي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد