-
/ عربي / USD
ولعلّ من أهمّ ما ينبغي للباحثين الإلتفات إليه هو أهمّيّة ما وصل إِلينا من التراث الأدبيّ الأندلسيّ، شعراً ونثراً وموشّحاتٍ وأزجالاً وغير ذلك، في الكشف عن جوانب خفيّةٍ إجتماعيّةٍ وحضاريّة وثقافيّة وسواها في الحياة الأندلسيّة، وبذلك يكون الأدب رديفاً للتاريخ وأداةً مهمّةً من أدوات تعزيزه وتوثيقه وتصويبه وتصحيح ما وقع فيه من أوهام، فإِنّ بين الأدب والتاريخ من الوشائج ما لا يجوز إغفاله، فبعض الأدب صدًى لأحداث تاريخيّة، وهو بذلك يعزّز الرواية التاريخيّة ويجلّي بعض حقائقها، وبعض الأدب يصنع التاريخ من خلال دوره في التحريض وبثّ الحماسة ورفع المعنويّات والإستنجاد والإستنهاض والحثّ على ما ينفع الناس والدول، وبعض الأدب يتضمّن، بتلقائيّة وعن غير قصد، إشاراتٍ عن تفاصيل في الواقع الإجتماعيّ لم يتعرّض لها المؤرّخون؛ ولا يكتفي النصّ الأدبيّ بتعزيز الواقعة التاريخيّة والكشف عن بعض خفاياها من خلال تسليط الضوء على تفصيلاتٍ صغيرةٍ قد لا تستوقف المؤرّخ، وإِنّما ينقل لنا أثر الحدث التاريخيّ في وجدان الناس وعواطفهم، وموقف الناس من ذلك الحدث.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد