اختلطت في "خواطر السنين"، مذكرات المهندس المعماري محمد مكية، مع تاريخ مدينة بغداد. وهي أقرب إلى عرض سيرة شخصية وتجربة حياتية للكاتب وللمدينة معاً، صاحبهما النجاح والفشل. وبقدر ما حاز الكاتب نجاحاً شخصياً كبيراً وصيتاً واسعاً عمّ أرجاء العراق والعالم العربي وامتدّ إلى...
اختلطت في "خواطر السنين"، مذكرات المهندس المعماري محمد مكية، مع تاريخ مدينة بغداد. وهي أقرب إلى عرض سيرة شخصية وتجربة حياتية للكاتب وللمدينة معاً، صاحبهما النجاح والفشل. وبقدر ما حاز الكاتب نجاحاً شخصياً كبيراً وصيتاً واسعاً عمّ أرجاء العراق والعالم العربي وامتدّ إلى أوروبا عبر صلاته التي وطّدها مع معماريين عالميين، فإنه ما زال يعاني ألم الفشل في تحقيق حلمه بإنشاء مشروع المدينة الجامعية للكوفة، وإقامة ميدان يمتد من بوابة جامع الخلفاء إلى جهة النهر، وإعادة تخطيط طرق بغداد ومحلاتها وأن يظللها بأشجار النخيل.أحلام إنسانية ذات رومانسية عالية. ليست مستحيلة التحقيق، لكنها ما زالت خارج الزمن العراقي. ولعل الملل من انتظار اللحظة المناسبة لتحقيق هذه الأحلام، هو ما دفع مكية "الحالم" إلى أن يبحث عمّن يتولى بعثهما في قرن قادم أو حتى ألفية قادمة! عندها ستكون بغداد "جنة خلد" تتعالى حتى على مجدها العباسي. د. محمد مكية، ولد في بغداد عام 1914. درس الهندسة المعمارية في جامعة ليفربول، ثم أنهى دراساته العاليا في جامعة كامبردج. أسس عام 1959 القسم المعماري في كلية الهندسة ـ جامعة بغداد. أنجز مشروع إعادة تصميم وإعمار جامع الخلفاء، العباسي، ومئذنته الشهيرة. وقام بمشاريع معمارية عديدة في الكويت ومسقط والبحرين والإمارات والسعودية.