في هذا الكتاب دراسة مسهبة عن الإمام المفسر ابن جزي وتوضيح مفصل لمنهجه في تفسيره "التسهيل لعلوم التنزيل" وبالعودة لمضمون هذه الدراسة تجد أنها جاءت موزعة على خمسة أبواب تكلم الباب الأول عن عصر ابن جزي، عن الصورة السياسية للأندلس في عصر ابن جزي. كما وتكلم عن حياة ابن جزي، بيئته، اسمه، شهرته، تلاميذه، نشأته العلمية وآثاره التي تتمثل في مؤلفاته وشعره.

واستعرض الباب الثاني المعنون بـ "المدخل إلى دراسة منهج ابن جزي في التفسير" أهم التفاسير التي ظهرت قبل عصر ابن جزي من شرقية ومغربية، ثم بين أثر هذه التفاسير على تفسير ابن جزي، وتحدث الباب الثالث عن منهج ابن جزي في التفسير بالمأثور وما يتعلق به، أما في الباب الرابع فتكلم عن منهج ابن جزي في التفسير بالرأي وما يتعلق به، فبين الاتجاه اللغوي النحوي البلاغة في تفسير ابن جزي، وبين أيضاً النزعة الفقهية الأصولية المنطقية عند ابن جزي، كما ونبه إلى اللبس الذي قد يحصل للبعض بسبب تسمية ابن جزي لتفسير بالتسهيل لعلوم التزيل، وبالنسبة للباب الخامس فقد خصص لذكر بعض مناقشات ابن جزي لآراء كبار المفسرين كالطبري، وابن عطية، والزمخشري، والسهيلي، كما وذكر هذا الباب القسيمة العلمية لتفسير ابن جزي.

هذا كله جاء على صعيد مضمون الدراسة وأقسامها أما المنهجية المتبعة في إعدادها فركزت على التالي: أولاً: تخريج جميع الآيات الواردة في البحث، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية، ثانياً: تخريج جميع الأحاديث الواردة فيه، وذلك بعزوها إلى مصادرها الأصلية، وعدم الاكتفاء بغزوها إلى كتب التفسير، أو الفقه، أو الأصول، ثالثاً: عزو الشواهد الشعرية إلى أصحابها قدر الإمكان، رابعاً: ترجم للمفسرين، والمقرئين، واللغويين ممن جرى لهم تعلق بالبحث، خامساً: أعطيت نبذة عن التفسير بالمأثور، والتفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، وعن أسباب النزول، وعن التفسير الصوفي، وعن الإسرائيليات، وعن بعض علوم القرآن كالمحكي والمدني. سادساً: دعم آراء ابن جزي الصائبة آراء المفسرين الآخرين في أغلب المواضع، وما نقدت فيه ابن جزي...