أصبحت منظمات المجتمع المدني إحدى أهم وسائل الضغط على حكومات الدول النامية والمتطورة من أجل تعديل "أجنداتها" السياسية والاقتصادية والبيئة. وقد توسعت هذه المنظمات توسّعاً كبيراً نتيجة التطور الهائل في وسائل الاتصالات والـ"ميديا"، واستطاعت أن تبني قوة تتخطى حدود الدول، وتفرض...
أصبحت منظمات المجتمع المدني إحدى أهم وسائل الضغط على حكومات الدول النامية والمتطورة من أجل تعديل "أجنداتها" السياسية والاقتصادية والبيئة. وقد توسعت هذه المنظمات توسّعاً كبيراً نتيجة التطور الهائل في وسائل الاتصالات والـ"ميديا"، واستطاعت أن تبني قوة تتخطى حدود الدول، وتفرض عليها "سلة" إصلاحات اقتصادية وسياسية بما يعيد توزيع الثروة، ويؤسّس لسياسة اقتصادية وبيئية بديلة. يعرض هذا الكتاب كيفية تكوّن مؤسسات المجتمع المدني العابرة للحدود، وتعاظم دورها. ويلقي الضوء على مساهمات هذه المنظمات من أجل التأسيس لمجتمع إنساني بعيد عن المخاطر والحروب. فمن الحملات المناهضة للألغام الأرضية، إلى احتجاجات سياتل، إلى العمل على حظر التجارب النووية، إلى نشاطات منظمات العفو الدولية وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة... يسعى هذا الكتاب إلى تكوين رؤية شاملة للوضع العالمي الحالي، وما يمكن أن يؤول إليه. ويجمع أفكار وتجارب عدد من المفكرين والناشطين المتعددي الجنسيات المهتمين بدور المجتمع المدني، من أجل مساعدة صانعي السياسات ورجال الأعمال على صوغ سياسات أفضل تلبي حاجات المجتمعات والشعوب، بما يمكّن من بناء تحالف واسع بين هذه المنظمات للضغط على الرأي العام الدولي والمحلي، بغية اتخاذ خطوات "جريئة" وجادة في مسيرة عملية الإصلاح المنشود.