-
/ عربي / USD
جلسنا على الصوفا متلاصقين، أحسست به الآن هشَّا كطفل، ونما بداخلي شعورٌ قويّ بالمسؤوليّة تجاهه، شعور فريد ومركّب: رفاقيّة، ومحبّة، وعواطف إِيروتيكيّة متأجّجة.
أحسُّ بمسؤوليّة تشبه الأمومة تجاهه، ولا علاقة لذلك بكوني أكبره بثلاث سنوات، هو غريب بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من هشاشة، وحيد، لا يحتويه أيّ قالب، لا ينتمي لأيّ "عائلة" من أيّ نوع؛ هو وحيد، يقف على صخرة شاهقة العلوَ بأقدام مرتبكة، وتحته الهاوية، قلقي عليه يتنامى، أخشى أن تؤثّر هذه التعقيدات على أدائه في المدرسة.
يا ربّي، إِلّا هذا!... هو وأنا بحاجةٍ إِلى أن يطوي صفحة المدرسة وينتقل إِلى الجامعة، لا أدري كيف سيركز في دروسه حين يعود إِلى عنبتا.
- ولا يهمّك حبيبي.
لم يجب، بقي الحزن يسيطر عليه، نظراته تائهة، عيونه ذابلة آيلةٌ للبكاء.
- اسمع، بدّي أحكي لك شغلة.
نظر إِليّ مستطلعاً.
- لميس كمان بصفّك، وناويين نتحدّاهم في التنظيم، بدّي أطربق الدنيا على راسه الكلب، هذا اللي بيعمله مش أخلاقي، ومش ممكن يكونوا الجميع موافقين عليه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد