أحسست بقلبي يكاد يفر من صدري وأنا أتابع خطوات الأم على الدرج في طريقها إلى الصالون حيث جلسنا!! لقد كانت سارة, أم نعيمة, لعوب القرية ودميتها, لها جمال أخاذ سلط عليها أعين الرجال وألسن النساء في قريتنا!! كنا حينها أطفالاً تلتقط آذاننا بعض الهمس الذي يبوح به الكبار في مجالسهم. كان...
أحسست بقلبي يكاد يفر من صدري وأنا أتابع خطوات الأم على الدرج في طريقها إلى الصالون حيث جلسنا!! لقد كانت سارة, أم نعيمة, لعوب القرية ودميتها, لها جمال أخاذ سلط عليها أعين الرجال وألسن النساء في قريتنا!! كنا حينها أطفالاً تلتقط آذاننا بعض الهمس الذي يبوح به الكبار في مجالسهم. كان البعض يتهم سارة بأنها مومس أغنياء القرية, ولكن أحداً لم يجزم بحقيقة ذلك, كما أن أحداً لم يشهد عليه. قد يكون من أسباب ذلك الهمس حولها أنها قد اخترقت قوانين القرية وأعرافها!! فسارة تعيش وحدها, بينما يجهل أهل القرية أصل والد ابنتها نعيمة وفصله!! ... إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أفاقت فيه القرية على شائعة مؤكدة هذه المرة!! أفاقت على خبر هروب سارة وابنتها نعيمة التي لم تتجاوز العاشرة آنذاك مع مدرّس القرية الأستاذ زياد. ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخبارهم ولم يسمع أحد شيئاً, لا عن سارة ولا عن ابنتها نعيمة ولا عن الأستاذ زياد.