مع تقدم الحضارة الإنسانية زادت نشاطات الأندية بكافة توجهاتها الثقافة والأدبية والرياضية، وصارت لها كيانات سمتقلة وهياكل إدارية وتنظيمية تتنافس فيما بينها. ولسنا هنا بصدد أن نستعرض كل ما يرتبط بهذه التجمعات ولكن نشير إلى جزء من تاريخ المنتديات أو الأندية الثقافية والعلمية التي بُنيت بجهود فردية وأهلية لنشر الثقافة والفكر بين الناس، وسنتناول بعض الأمور المتعلقة بها مستشهدين ببعض التجارب من حولنا.

إن التجمعات الشبابية في مجتمعاتنا كثيرة، ولكن قلّما تجد في تلك الاجتماعات والمجالس من يخصص ولو وقتاً محدوداً للاستفادة من العلوم والمعارف حوله ونشر ثقافة العلم والاطلاع كأن يناقش شخص كتاباً قرأه أو يراجع الجلّاس مقالات علمية وأدبية، تلك الأمور التي من شأنها أن ترفع مستوى الثقافة وتصقل الشخصيات وتطور الذوات ولا يخفى على القارئ الكريم ما لذلك من أثرٍ جيد على الفرد والمجتمع. ولست أدعو هنا أن تكون كل الاجتماعات ذات طابع جاد وأن لا مجال للترويح فيها عن النفوس ولكن "ساعة وساعة"، فالترويح مطلوب ومجالسة الأحبة والإخوان الثقاة بحد ذاتها مطلوبة.