-
/ عربي / USD
هناك واقعٌ هو الأكثر مساساً بالرواية العربيّة، يكمن في التقليد، فهو يشكل عدوى مرضيّةً في كل الأوقات، خصوصاً عندما تحاول التجارب الروائيّة العربيّة أن تنجو في إتّجاه الحداثة وما بعدها؛ ولعلّ نظرة عابرةً إلى نجاح أيّ عمل روائيّ عربيّاً كان أم أجنبيّاً، أو نجاحه في تخطي الحدود الإقليميّة تجعل إدراك حجم التقليد، الّذي يسير على نهجه، يدلّ على أنّ الروائيّ العربيّ لا يتعب نفسه في البحث والتأمّل والتفكير، ويكتفي بالصيغة، الّتي تصل إليه جاهزةً، ليسرع إلى تقليدها، أو أنّه يشك في ذكاء القارئ العربيّ، ويتصوّر أنّه قادر على أن يخدعه بإنتحال تلك الصيغة.
ولعلّ ما يعزّي النفس أمام هذا الكمّ الهائل من الكتابة، الّتي ينسبها أصحابها إلى فنّ الرواية، أنّ هذا الإنتحال لا يثبت أمام مرور الزمن الّذي يجعل المتلقّي الوعي يبتسم ساخراً حين يسترجع بعض الأسماء الّتي كان ضجيج شهرتها يصمّ الآذان، كما كانت تمتلك النفوذ الأدبيّ كلّه في مرحلة معيّنة، ثمّ لا يستغرب حين يكتشف أنّها لا تجد من يتذكّرها بعد حين، لأن الأدب، الّذي هو "نتاج مجتمع معيّن وزمنٍ معيّن، قد يحظى بإعجابٍ في زمنٍ ما، ثمّ لا يجد من يقرأه في زمنٍ آخر".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد