الممثل هو ذاك الذي يؤدي على خشبة المسرح نصّ الآخرين. وهو، كذلك، الذين ما إن تنتهي الرواية، حتى يواصل تمثيل دوره، متجاوزاً في أحيان كثيرة حد الخيال. هوذا تناقض الممثل الذي من طبيعته ألا يكون طبيعياً أبداً. لكم هي مدهشة المسرحيات التي يقدمها إلينا الممثلون على خشبة المسرح، وبين الكواليس، وفي الحياة العامة...

هؤلاء هم الممثلون، بلا قيد، بالمئات، وقد نزع عنهم الماكياج، ظرفاء صبيانيون، كريهون، عباقرة... بكلمة واحدة: لا يقاومون! بتباهيهم وحبهم للتظاهر، وأخوتهم السامة، وغرامياتهم القصيرة، مع متطلباتهم المهنية، وبطولاتهم، وصداقاتهم الخالدة... ولا سيما مواهبهم، وحضورهم، هذه الموهبة التي تجعلهم "يتقصون الحقائق"، والتي تحمل المئات من الأشخاص يتماثلون معهم، مهنة متطلبة، أسطورة أبدية: من منا لم يحلم، ذات يوم، بالاشتراك فيها؟!

وتبرز أهمية الكتاب الذي بين يدينا انطلاقاًَ من اهتمامه بكشف القناع على أجمل روائع ونوادر الطرائف المسرحية حيث يروي قصصاً هي حقيقية استلهم مادتها من حوادث وقعت مع ممثلين مشهورين، وهي أقرب إلى الطرفة منها إلى الحدث الحزين.