-
/ عربي / USD
القاهرة صبح السبت أول يناير عام 2067
في صاروخ متجة من القاهرة إلى لندن.
في مقعدين متقابلين جلس الدكتور شاهين والمهندس عبد الكريم. كل واحد منهما يبدو كأنه نسخة من الأخر وكأنهما توآمان مع أن أولهما مصري والثاني عراقي. وكذلك كان كل ركاب الصارخ نسخا متشابهة صورة واحدة كأنهم إخوة أشقاء مع أن كل واحد من جنسية مختلفة خليط من إنجليز وفرنسين وأمريكان وروس وصينين ويابانين وهنود وأندونيسين وسنغاليين وإسكيمو. نعرف ذلك من الأسماء لأن أحدا لا يحمل بسبورت عليه إشارة بجنسيته أو بلده كل ما تحويه بطاقة السفر من معلومات من الإسم والسن وفصيلة الدم ورقم البروتين والمكافئ المغنطيسي والمعادل الكهربي والحمولة العصبية مجرد شفرة جبرية ورمزية وأرقام هي كل الدلالة على شخصيته. التفت الدكتور شاهين على نافذة الصاروخ إلى السحاب يتطاير كقطن مندوف وقال متثائبا مضت ثلاث ثوان وربع على قيام الصاروخ لقد بدأت أشعر بالملل ومصمص بشفتيه. لا أفهم كيف كان أجدادنا يحتملون ساعات من السفر في طائرة تسير بمحرك سلحفاه لكعة تقطع الكيلو متر في دقيقة تصور الفظاعة كانت على أيامهم هي الإكسبريس الطائر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد