-
/ عربي / USD
يقول د.مصطفى محمود: "لا شك أن الإنسانية قد بلغت سن الرشد، وعصر التنوير في أوروبا قد بلغ منتهاه، يشهد بذلك ما حملته وكالات الأنباء من قصة القطة والكلب اللذين اكتشف طاقم قيادة الطائرة البوينج أنهما مسجونان في عنبر البضائع، حيث لا تكييف وحيث بلغت درجة الحرارة أثناء الطيران في طبقات الجو العليا ثلاث درجات تحت الصفر فقدر الطيار الشهم قطع خط السير والنزول في أقرب مطار لإخراج القطة والكلب من هذه الثلاجة واستضافتهما على كوب من اللبن في الصالون الدافئ للدرجة الأولى حتى يبلغا نهاية رحلتهما. شهامة والله.. ونجدة ورفق بالحيوان لا حدود له.. وأخلاق ملائكة.. ولكن ما بال هذه الملائكة الأوروبية لا ترى ما يجري لثلاثمائة ألف سجين آدمي مسلم تحت الجليد في سراييفو في درجة عشرين تحت الصفر.. ليسوا فقط محبوسين ومحاصرين في تلك الثلاجة الرهيبة. إنما يمطرهم الأوروبيون الصرب بالصواريخ والقنابل. ثم لا يتحرك أحد ولا تخرج من أروقة الأمم المتحدة إلا تصريحات وقوافل معونات تتوقف في الطريق لأن هناك أوروبيين كروات يمنعونها.. وعلى جانب آخر من المشهد المأساوي 47 دولة إسلامية تتفرج ولا تعمل شيئاً سوى مصمصة الشفاه، هموم وشجون يحكي عنها مصطفى محمود، هموم وشجون العالم العربي الواقع تحت وقع سياسات عالمية يقف حيالها بلا حول ولا طول. يتطرق الكاتب إلى مواضيع شتى وهموم عالمية وعربية متفرقة، محللاً وناقداً وكاشفاً، وكأنه الطبيب وكأن قلمه مبضع جرّاح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد