-
/ عربي / USD
بين يدي القارئ الترجمة العربية لكتابي هذا حكم العالم الجديد وقد وضعته عام 2009- 2010 في خضم إنفجار الأزمة المالية والإقتصادية العالمية لأستكشف كل من أسبابها العقائدية وذلك العائدة لتفاقم الأطماع المادية لدى الفئات الحاكمة للعالم.
وقد تعمّقت في التنقيب عن جذور الأزمة هذه، خاصة الأساليب المختلفة التي تمّ إختراعها لفصل عالم المال عن عالم الإقتصادي الحقيقي أو بشكل أدق لتراكم الأرباح غير المبررة من خلال عمليات مالية متراكمة أغرقت العالم في أبحار من السيولة المضاربة باحثة عن فرص الربح السريع على حساب المنتجين والفئات العمّالية.
لقد وصفت بإسهاب في هذا الكتاب الإيديولوجية النيوليبرالية التي نظمت هذا النمط الجديد من إدارة العالم حيث ترّكزت ثروات هائلة في أياد قليلة، ولعلّ يمكن أن يعتبر هذا المؤلف مدخلاً إلى فهم أسباب الإنتفاضات الشعبية التي عمّت العالم العربي إبتداءً من بداية عام 2011 لأن دوافع المتظاهرين من المحيط إلى الخليج كانت تعود إلى تردّي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وتفاقم مواقع الفساد والإفساد في ظل الإصلاحات النيوليبرالية التي طبقت في معظم الدول العربية.
ومما لا شك فيه أن الحركات الشعبية العربية قد ألهمت بدورها التحركات الإحتجاجية التي عمّت بعض الدول الأوروبية مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال، بالإضافة إلى التحرك الشعبي في الولايات المتحدة ضدّ بورصة نيويورك وكان شعارها "احتلوا وول ستريت".
ويغوص الكتاب أيضاً في إستكشاف آفاق المستقبل وإمكانية إستمرار النظام النيوليبرالي كما هو دون إصلاحات جذرية وعميقة، ويطرح السؤال ما إذا كان العالم قد دخل في حالة ثورية في جميع قاراته ستتوسع في حال لم يتمّ إصلاح النظام المالي الدولي الحالي بشكل جدّي ومعمق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد