-
/ عربي / USD
لم يكن السلطان علي بن صلاح القُعَيْطي صانعاً للأحداث، وإنما كان يتفاعل معها عندما تواجهه. ولكن رغم ذلك كان الرجل فعّالاً في أحداث مجتمعه، ومن خلال سيرته نتبين بعد جوانب الصراعات المتشابكة في مسرح السياسة في حضرموت خلال النصف الأول من القرن العشرين وهي: صراع الأسر الحاكمة الكثيرية، والقُعَيْطية، والكسادية، وصراع القبائل، والصراع الإرشادي-العلوي، وصراع ابن عبدات، والصراع مع بريطانيا، وصراع القوى المحلية والعالمية، والصراعات الشخصية.
ولأن تلك الصراعات تثير جدلاً، فإن سيرته تثير الجدل أيضاً لأنها جزء منه. ومثلما ولّدت الصراعات مواقف متباينة، فقد اكتنفت سيرته أيضاً مواقف متباينة.
عاصر السلطان علي بن صلاح أقوى الشخصيات في تاريخ حضرموت الحديث وهم السلطان صالح، والمستر إنجرامس والسيد أبو بكر المحضار والسيد أبو بكر الكاف. وتمتع كل واحد منهم بنفوذ كبير في مجاله ونشأت بينه وبينهم علاقات وصراعات. كما ارتبط بشخصيتين أصبح لهما وزن في الحياة الفكرية والسياسية في حضرموت، وهما سعيد باوزير ومحفوظ المصلي.
أما مشاكل علي بن صلاح فنبعت من أمرين: اعتداده بشخصيته، وطموحه. ومن ذلك الموقع المتعالي تعامل مع بعض الشخصيات في البلاط السلطاني، ولم يقف ذلك الرهط من رجال البلاد بدورهم مكتوفي الأيدي أمام تعاليه، فتألبوا عليه وحاربوه ما وسعهم إلى حربه سبيل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد