-
/ عربي / USD
نعرف بالطّبع أنّ مقدّمة ابن خلدون هي منبع لأفكار عدد من الفلاسفة الغربيين الذين تأثّروا وقورنوا به، مثل مكيافيلي وفيكو ومونتسكيو وكارل ماركس وغيرهم.
لكن هذا النزوع لم يشمل هيغل إلّا بارتباك ووجل. إذ يعتقد كثيرون أنّه لم يكن في وسع الفيلسوف الألماني الاطّلاع على مقدّمة ابن خلدون، كونها لم تظهر في أول ترجمة أوروبية كاملة لها إلّا بعد مرور 20 عاماً على وفاة هيغل، عدا عن موقفه الحادّ في اعتباره الحضارات الشرقية ولا سيما الإسلامية عاجزة عن تحقيق أيّ تطور يُذكَر في ميدان علم التّاريخ.
مع ذلك، فكلّما تعمّقنا أكثر في فلسفة التاريخ الهيغلية أدهشتنا قوّة الوشائجُ بينها وبين فلسفة التاريح الخلدونية. وفي ضوء ذلك يمكن اختبار احتمالية وجود تأثيرات فعلية، مباشرة أو غير مباشرة، مارسَتْها الأفكار الخلدونية على نظيرتها الهيغلية في ميدان فلسفتَي التّاريخ والدّولة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد