يُمثّل هذا الكتاب محاولة جادة لرصد التطوّرات والأحداث في إقليم الشرق الأوسط في ضوء الخلافات المتعاقبة التي لا تهدأ، ويضم طائفة مُختارة من المقالات التي كُتبت عن تلك الأحداث التي عصفت بالمنطقة، وإبراز الأمور البالغة الخطورة والحساسية التي تمسّ جميع دول المنطقة.
لقد حاولتْ هذه المقالات، في مجملها، العملَ على إيقاظ الوعي العربي، وإطلاع الرأي العام على خطورة ما يحدث، وتوضيح ما يُحاك للأمة من دسائس ومؤامرات، ومدى مخالفة كلّ هذا للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية، وإنعكاسات ذلك على الزمن والإستقرار في المنطقة.
ويحرصُ الكاتب كلّ الحرص، على أن يكون الكتاب وثيقة على زمن عربيّ يشهدُ تحوّلاتٍ متواصلةً في ظل المرحلة الحالية البالغة الدقة وإستحقاقاتها وتحدياتها الثقافية والحضارية وحتى السياسية؛ بحيث يُمكن أن نكون مؤثرين إيجابياً في الحركة الإنسانية المجتمعية، خصوصاً وأن المؤلف كان شاهداً عليها، ومشاركاً فيها من موقعه الدبلوماسي؛ فانخرط فيها، واشتبك معها، فإن هو أصاب، فهذا جُلّ ما يرتجيه؛ وإن مالت بوصلته، بلا قصد، قليلاً، فهذا سببه قوّة البركان الذي كان يجلسُ بقربه، ويشاهدُ حممَه تتطاير في كل حدب وصوب.