يتطرّق هذا الكتاب إلى مواضيع تتعلق بمفاهيم الحرية ومعناها، ومفاهيم الحق ومعناه، ثم إلى موضوع المجتمع السياسي العادل الذي تتوافر فيه الحرية الى جانب المساواة. وهو يتعرّض، أولاً، للمسائل المطروحة فلسفياً بخصوص المعاني الأخلاقية، هل هي طبيعية أم لا، هل هي ثابتة، أي مطلقة، أم...
يتطرّق هذا الكتاب إلى مواضيع تتعلق بمفاهيم الحرية ومعناها، ومفاهيم الحق ومعناه، ثم إلى موضوع المجتمع السياسي العادل الذي تتوافر فيه الحرية الى جانب المساواة. وهو يتعرّض، أولاً، للمسائل المطروحة فلسفياً بخصوص المعاني الأخلاقية، هل هي طبيعية أم لا، هل هي ثابتة، أي مطلقة، أم لا، وهل هي كغيرها من الصفات أم تتميّز عنها وبأي شكل؟ ثم ينتقل البحث إلى الحرية ومعناها، وإلى الحق ومعناه، وإلى العلاقة ما بينهما، ويتدرج في الوصول إلى العلاقة التي تربط بين الإنسان كمخلوق طبيعي والحرية كحق. ويتناول موضوع الحرية في إطارها السياسي والتاريخي، والتمييز في هذا السياق بين الفرد والمجموع وبين هوية الشخص وهوية المجموع، وبين الحرية الفردية والحرية الوطنية، ومسائل التناقض أو التكامل بينها. وتتبع الاستخلاص نتائج عملية من خلال إلقاء نظرة عابرة على التجربة الفلسطينية الحديثة، كنموذج مجسّد للمجتمع السياسي يمكن عبره قياس المفاهيم النظرية الآنفة الذكر، مركزاً على ضرورة تطوير النضال من أجل توفير الحرية والمساواة كعنصرين يتكوّن منهما المجتمع العادل، وتستمد منهما شرعية النظام السياسي أينما كان. يعتمد الكاتب أسلوب النقاش الجدلي، فينتقل تدريجاً من مواضيع فلسفية نظرية إلى مواضيع سياسية ملحة، مبيّناً بذلك الترابط العضوي بين المطالبة السياسية والمبادئ الفلسفية.