الدولة العربية عنيفة، لأنها ضعيفة.

وهي ضعيفة لافتقارها إلى المشروعية والفعالية. ولكن رغم ضعفها البنيوي فإن هذه الدولة متسلطة، كما أنها شديدة التدخل في شؤون المجتمع الاقتصادية والثقافية.

لم تحظ هذه الدولة، شديدة السطوة ضعيفة الفعالية، باهتمام المفكرين العرب إلا منذ سنوات قليلة. وربما كان من بين أسباب هذا الإهمال النسبي، انجذاب المثقفين العرب تقليدياً نحو مفهوم الأمة الإسلامية أو الأمة العربية (من منظور ثقافوي لا يولي مؤسسة الدولة اعتباراً كبيراً). تتساءل هذه الدراسة حول دواعي الحياء من مواجهة قضية الدولة، كما تتعرض بالتحليل النقدي المقارن لكتابات عدد من المفكرين العرب القلائل الذين تناولوا هذه القضية (سواء في بعدها "التاريخي" أو في بعدها "الاجتماعي") في السنوات الأخيرة، وذلك يشمل عبد الله العروي ووضاح شرارة وسمير أمين ورضوان السيد وعابد الجابري وحامد ربيع.