يبدو عجزنا عن مغادرة ما نحن فيه من أهل وفكر وإجماع أقصر الطرق إلى تعميم الحالة اللبنانية (أو الكويتية أو العراقية أو السودانية...) على العالم العربي كله. فإما جرأة الانشقاق ومغامرته وقسوته على النفس، وإما تعريض العرب، بلداً بلداً، وشعباً شعباً، للحروب الأهلية المتمادية التي...
يبدو عجزنا عن مغادرة ما نحن فيه من أهل وفكر وإجماع أقصر الطرق إلى تعميم الحالة اللبنانية (أو الكويتية أو العراقية أو السودانية...) على العالم العربي كله. فإما جرأة الانشقاق ومغامرته وقسوته على النفس، وإما تعريض العرب، بلداً بلداً، وشعباً شعباً، للحروب الأهلية المتمادية التي يواكبها التخلف "الأصيل". هذه الفكرة تدور حولها مقالات هذا الكتاب الذي ينطلق من أمثلة عينية في الحياة العربية، ليؤكد على درجة الانفصال بين قولنا وفعلنا، بين حالنا وحال العالم. ونشر هذه المقالات لا يخفي استفزازه للقناعات التي تبدو أبدية سرمدية، لا يحملها على الشك بحقائقها أي زلزال يشق الأرض تحت قدميها، غير أن هدفها يتعدّى الاستفزازات إلى إثارة الأسئلة والدفع الى الحوار.