-
/ عربي / USD
في البدء أضعُ بين أيديكم نبذةً عن الشعر الأفغانيّ الحديث:
للبتّ في أمرِ تحديدِ الفترة الزمنية التي دخل فيها الشعر الحديث إلى أفغانستان، وجبَ عليّ - بوصفي مترجمة - أنْ أعمدَ إلى التمحيص وتحرّي الدّقة، وقد أصبتُ يقيناً مفاده أنّ ثمّة مصادر مختلفة، بعضُها يُشير إلى العام 1922 كبداية لتحولات كثيرة طرأتْ على الأدب الأفغاني، بعد ثورة (الثور) عام 1979 ودخول الحزب الديمقراطي الشعبي في الحكومة الأفغانية يدعم من الإتحاد السوفييتي.
كان لهذه التغيرات السياسية أبلغُ الأثرِ في نحتِ ملامحَ جديدةٍ للأدب والشعر المعاصرَين، بالتحديد منذ تلك الأعوام حتى عام 1992 كان الأدباءُ يُعرَفون بكتابة الشعر الذي سمِّي آنذاك "شعر المقاومة"، حيث كان جمعُ نتاجِ الشّعراءِ له لونُ الدّم ورائحةُ الحربِ ومشاعرُ الغربة، حقيقةً، إنّ هذا النوع من الشعر بعد مرورِ الزمن وجدَ طريقَه للإلتحاقِ بركْبِ الأدب العالمي الحديث.
في كتاب طبع عام 1973 الذي يحمل عنوان: (مختارات من الشعر الحديث الأفغاني)، تحدّث (محمد سرور مولايي) عن الشعر الأفغاني الحديث الذي دخل إلى أفغانستان بتأثير من (الشعر النيمايي) الذي أسّسه الشاعر الإيراني (نيما يوشيج)، هذا النوع من الشعر الذي يسمَّى أيضاً بالشعر (السبيد)، أي الحديث، يُكتب في أفغانستان باللغة (الدَّريه)، هذه اللغة المشتقة من اللغة الفارسية بإختلاف مفردات قليلة عن الأفغانية.
أهم روّاد الشعر الحديث آنذاك هم الشعراء: واصف باختري ورفعت حسيني ورازق رويين، وآخرون.
يذكر الشاعر (برتو نادري) في كتابه (من الدمع إلى قطرات الشعر): في بدء الأمر، الشعراء الحداثويون كتبوا قطعاً نثرية لا أوزان لها، وبعد التطور في كتابتهم سمِّي هذا الشعر بالشعر الحديث.
ومنذ تأسيس أول صحيفة كانت بعنوان: (سراج الأخبار)، الصحيفة التي امتازت بأسلوبها الجديد في الطّرح، وكانت بمثابة المهد الذي ترعرعَ وقد أطلق عليه فيما بعد: أسلوب الحداثة في الكتابة.
إن هذه التحوّلات الأدبية والإجتماعية والسياسية، هي مدينة لهذه الصحيفة التي نشرت أفكاراً جديدةً، التي كان يحرّرها الأستاذ (محمود طرزي)، بالتعاون مع (عبد الهادي داوي) وآخرين، الذين كانوا ينشرون نصوص الشباب الحداثوية، وترجمة نصوص لشعراء وكتّاب من أوروبا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد