لا تزال الدعوات القومية تجد صدى في بعض الأوساط العربية على الرغم من أفولها وانتكاساتها العديدة وتعثّراها –لأسبابٍ ليس أقلّها إجراء قراءة نقدية شاملة لتداعيات الطروحات القويمة على كامل المستويات، وبخاصة على صعيد نوعية الحياة والأثمنان التي دفعتها شعوب المنطقة العربية حيث صالت الطروجات وجالت لعقودٍ من الزمن.
يُعالج هذا الكتاب الكتاب جذور الدعوات القومية التي عرفتها المنطقة العربية وخلفياتها ومنطلقاتها الفكرية والتاريخية، ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر، بنوعٍ خاص، ويغوص في مصطلحاتها ومدلولاتها ومراميها في ضوء تجارب الكثير من "الدول" و"الأمم" و"القوميات" في أوروبا، قبل أن يقدّم فكرته الجديدة عن "واقع الهويّة المجتمعيّة".
ما بين محاولات إحياء الدعوات القومية وعثرات الإسلام السياسي المتلاحقة يأتي طرح "الهويّة المجتمعيّة" منسجمًا مع السعي الراهن لكلٍّ من الجول العربية إلى إبراز شخصيتها وتعزيز مسارها الخاص وتحقيق الوئام والسلام داخلها وتجاوز متخيّىت التذويب والانصهار والمشاريع العابرة للحدود.