-
/ عربي / USD
لقد عاش مَن بقي هنا بعد النكبة، في أرض الآباء والأجداد، حالة عزلةٍ تامّة عن العالم العربيّ، وعن الأشقّاء الفلسطينيّين في قطاع غزّة وفي الضفّة الغربيّة والشتات.
كان على مَن فقد بيته وقريته وبقي هنا أن يعيد بناء ذاته من جديد، وأن يبحث عن قريةٍ لم تُهجّر لتصبح بيته ومكان سكناه، وينطلق منها ويتابع الحياة؛ وظلّ يحنّ إِلى لقاء الأهل والأشقّاء في العالم العربيّ بعد هذا البتر الأليم، فالعربيّ الفلسطينيّ يدرك جيّداً أنّه غصنٌ من شجرةٍ عربيّة ذات فروع متشعّبة وارفةٍ وغنيّة بتراثها وماضيها.
نتأثّر بالمكان ونؤثّر فيه كما يرى المنظّرون، لكنّه عند الفلسطينيّ، الّذي يعيش التهجير عنوةً، والّذي سُلب منه المكان عنوةً، له مكانةٌ خاصّة، وتجربةٌ فريدةٌ لا يدركها المنظرون الغربيّون.
يبدو أنّ البعد الجغرافيّ هو عامل تقريب عاطفيّ، تبتعد المسافة عن الأرض، ويقترب المكان من القلب.
أطلقتُ على الكتاب عنوان (حوارات في الفكر والأدب) وليس حوارات أدبيّة، فالأديب لا يكون أديباً حقَّاً إِلّا إِذا تسلّح بفكر يقوده ويحرّكه قبل أن يتحوّل إِلى أديب، وسيرى القارئ أنّ الأدباء جميعاً قد عبّروا عن رؤاهم في قضايا أدبيّةٍ وفكريّةٍ تتعلّق بالحياة العامّة، وبقضايا سياسيّةٍ وإجتماعيّة محليّةٍ وعربيّةٍ وعالميّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد