-
/ عربي / USD
نحن أمام كتابةٍ تنتمي للمسرح، ويبقى أنّ المعنى الحقيقيّ للمسرح هو الحضور، وهو التلاقي، وهو الحوار، وهو الإنسان، وهو الحياة، وهو الحيويّة، وهو الشفافيّة، وهو التلقائيّة، وهو اللحظة الإحتفاليّة الّتي يمثّلها التلاقي المسرحيّ، وهو النظر إِلى الخلف خوفاً على الحاضر والمستقبل، وهو اللعب الجادّ، وهو الضحك الّذي يحمل نقيضه فيه، وهو الوجه الّذي تفضحه أقنعته، وهو الكشف والمكاشفة، وهو رفع الستار، وهو كذلك الأمر تسليط الأضواء على الأركان المظلمة في المجتمع وفي النفوس، وهذا ما يمكن أن نجده في نصّ (مرثية الوتر الخامس)، وفي نصّ (تغريبة ابن سيرين)، وفي نصّ (آدم وحيداً).
"مفلح العدوان" هو كاتب يكتب للإِنسان وعن الإِنسان في كلّ أبعاده ومستوياته وحالاته ومقاماته، ويتحدّث عن التاريخ في كلّ مستوياته الزمنيّة، وهو يكتب عن "زرياب"، حتّى إِنّه يخيّل إِلينا كأنّنا نراه، ويكتب عن "ابن سيرين" وكأنّه واحد من جيراننا أو من أصدقائنا، ويكتب عن "آدم" آخَر ممكن الوجود، آدم إفتراضيّ يأتي في نهاية الخلق وليس في بدايته، وهو يختزل الكتابة في الأقانيم الثلاثة التالية: (الحريّة، والجمال، والمحبّة)، وهو مؤمن بالعلم تماماً كما هو مؤمن بالأدب، ويرى أنّ (الأدب هو الأقدر على إِنقاذ الإِنسانيّة من تيهها).
المونودراما هي فنّ الإختزال، هكذا هي في حقيقتها، ونحن هنا مع نصوص الكاتب مفلح العدوان أمام ثلاث مسرحيّات تختزل كلّ الزمن التاريخيّ في ثلاث ساعات، وتختزل كلّ العالم في ثلاثة فضاءات مسرحيّة، وتختزل كلّ الإِنسانيّة في ثلاثة نماذج بشريّة فقط، هي: "آدم" مؤسّس الحياة، و"ابن سيرين" الحالم مفسّر الأحلام، و"زرياب" صانع الجمال والبهجة في حياة الناس الأحياء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد